أهمية معركة إدلب: السيناريوهات وتقديرات المواقف

بات واضحاً أن عملية تحرير إدلب ستكون العمل الميداني الإستراتيجي الأخير بهذا الحجم وبتلك التداعيات، وأن إنجاز هذه العملية بنجاح على يد الجيش السوري وحلفائه، يعني وضع حدّ نهائي للحرب العدوانية على سوريا التي تجاوزت السنين السبع. ولأن لعملية تحرير إدلب هذه الأهمية والخصوصية التي تتجاوز كل ما سبقها من معارك تحرير مناطق سورية أخرى على أهميتها، فإن الدول المعادية لسوريا تلقي بثقلها الآن في المواجهة، من أجل منع سوريا من تحقيق الأهداف الإستراتيجية من هذه العملية.

وحتى هذه اللحظة، تشير تصرّفات الدول المعادية لسوريا بقيادة أميركا بأنها عازمة على فعل شيء ما قبل انطلاق عملية تحرير إدلب لمنع الانطلاق بها، أو بعد انطلاقها لوقفها،

خاصة إذا تبين لها أن الجماعات الإرهابية لن تكون قادرة على الثبات في مواقعها، ولن تكون قادرة على منع العملية بذاتها، وأنها بحاجة لدعم عسكري مؤثر يحول دون سقوطها ويمنع الدولة السورية من استعادة المنطقة.

وعليه، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات محتملة ضمن هذه التطورات المرصودة على الساحة:

السيناريو الأول:  ارتكاب جريمة استعمال الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في إدلب واتهام الجيش السوري بها والمبادرة الى تنفيذ التهديدات الغربية بقصف مواقع الجيش والحلفاء، على أن تكون الضربة ذات وظيفتين رئيستين، وظيفة تحذيرية إنذارية تتوخى منها أميركا والغرب إظهار الجدية في المواجهة العسكرية إذا استمرت سوريا في قرارها بالعمل على تحرير إدلب ميدانياً، ووظيفة عسكرية لتدمير بعض القطعات والتشكيلات التي حشدتها سوريا للإنطلاق في معركة إدلب ما يؤثر على انطلاقها ويعرقله ويؤخر ساعة الصفر.

السيناريو الثاني: يبدأ  كالأول ولكن يتقدّم عليه بحيث أن المجموعات الإرهابية البالغ حجمها ما يصل الى 65 ألف مسلح، وبتخطيط وتنسيق مع الدول الحليفة لها، تستفيد من الضربة العسكرية التي يشنها الغرب ضد الجيش السوري وتنفذ هجوماً واسعاً باتجاه حماه وحلب. وهنا تستفيد تركيا من الوضع الميداني المستجدّ وتظن هي والقوى الأخرى بأنهم

قادرون على تحقيق شيء من توازن في الميدان يمكنهم من كسب مواقع متقدمة في الحل السياسي.

السيناريو الثالث: انتظار الفصائل المسلحة لانطلاق عملية التحرير وتقدير الموقف وفقاً لأيامها الأولى، فإذا تبين للدول المعادية لسوريا قدرة المسلحين على الصمود بوجه الجيش استفادت منه للقول بوجود التوازن الذي يحيي موقعها في الحل السياسي الذي تريد، وإذا انهارت هذه المجموعات الإرهابية، تقوم الدول الغربية سريعاً بلعب مسرحية الكيماوي ثم التدخل عسكرياً على أحد المستويين: الأول منخفض الشدة والتأثير ويكون من قبيل تنفيذ التهديد والإيذاء دون أن يحقق وقفاً للعملية ويترجم بقصف أهداف مختارة بعناية. والثاني عالي التأثير والشدة ويكون أوسع وأشمل ويستهدف التشكيلات العسكرية المشاركة بالعملية ويرمي الى منعها من متابعة التقدم

Facebook Comments

Comments are closed.