توقيع العملة

في الطبع البشري غريزة مشروعة الا وهي التميز وان شريطة شرعية التميز ان تكون خدمية وصالحة.

فالعظماء دونت  اسمائهم في التاريخ لما قدموا من انجازات تستحق التخليد.

وما يجري اليوم من ضجيج في الرأي العام العراقي وفي اوساط اقتصادية وسياسية  بسبب قيام  محافظ البنك المركزي علي العلاق من خروقات دستورية حسب مختصين قانونيين واقتصاديين  بكتابة اسمه على الفئات النقدية الصغيرة التي اعيد طبعها من جديد نظرا لوجود شحة في التداول في هذه الفئات الصغيرة  .

هذا الامر وصفه برلمانيون بالخطير ولايجب السكوت عنه ، الامر الذي حتم عقد جلسة للبرلمان العراقي كأولى جلساته الفعلية بعد اختيار الرئاسات الثلاث.

الغريب في الامر ان هذا الضجيج والتصريحات الناقدة للعلاق وماقام بفعله جاء بعد فوات الاوان فالطبعة الجديدة التي تحمل اسم العلاق قد وصلت الى الشارع العراقي وبدء المواطن البسيط بتداولها .

فما هي اهمية عقد الجلسة اذن!

الخمسة عشر عاما المنصرمة ارهقت كاهل المواطن وهو الان  يتمسك بالامل من خلال تشكيل حكومة جديدة ويتوسم خيرا ببرلمان مختلف عن سابقه في طرح معاناته وايجاد الحلول الناجعة لها ، اذ من غير المعقول ان ينظر المواطن المنهك الى اولى جلسات البرلمان وهو يناقش طبع اسم او توقيع على عملة ورقية ، متناسيا كل الازمات وعابرا كل المعاناة فماء البصرة مثلا لا يزال ملحا اجاجا ولم يتحول الى عذب فرات بعد .

فما الذي سيجنيه المواطن من كثرة سجال ممثليه داخل قبة برلمان الشعب، ألم يكن الاجدر بالبرلمان ان يعبر عن معاناة الموطن ولسان المواطن البسيط .

فهل ستكون جلسات البرلمان المقبلة كتلك التي عقدت في السنوات التي خلت لمناقشة الوان العلم ومقاساته والحذاء الطبي المستورد والنشيد الوطني ! ؟وغيرها من الامور .

وهل سيحذوا النواب الجدد حذوة اسلافهم بالامور السطحية متجاهلين وهاملين الاهم .

فالعراق يعاني من تردٍ واضح في جميع القطاعات ،هذا التردي يمكن ان يشكل فرصة سانحة لمن يبحثون عن تخليد اسمهم  في هذا البلد وفي ذاكرة الناس من خلال  خدمة الوطن والعمل بأخلاص ...وكل هذا يحتاج الى صحوة ضمير.

مصطفى زكي

Facebook Comments

Comments are closed.