كتاب يكشف بعد 79 عاما منقذ لوحة الموناليزا من قبضة النازيين

كتاب "الحفاظ على الموناليزا"، الذى صدر مؤخرا في نسخته الإنجليزية، للكاتب جيري شانيل، يكشف تفاصيل إخفاء لوحة الموناليزا خلال الحرب العالمية الثانية.

ويوضح الكتاب أن من قام بإخفاء اللوحة موظف يدعى جاك جاكارد كان يعمل نائبا لمدير متحف "Nationaux"، آنذاك، وذلك من أجل الحفاظ على اللوحة الفنية القيمة والتى تعد من أهم اللوحات في العالم.

ويقول الكاتب، إن متحف اللوفر خلال الحرب العالمية الثانية كان يحتوي على قطع فنية وأثرية نادرة، ولهذا أراد الموظف أن يحافظ على تلك النوادر من قبضة النازيين، وانتهز ذلك بعدما طالب منه مدير المتحف بتشوين القطع الأثرية والفنية من الإشراف على إخلاء كنوز متحف اللوفر من باريس كما لو كانوا أطفاله، وكان ذلك في أغسطس وسبتمبر من عام 1939.

تكتيكات التأخير فعلها موظف مدنى يسمى جاك جاكارد، من أجل الحفاظ وإنقاذ الأشياء الثمينة منهم لوحة الموناليزا، وتمثال فينوس دى ميلو، جواهر التاج الفرنسى، بالإضافة إلى آلاف الأصناف الأخرى – من الدمار والقصف خلال الحرب.

وبناء على طلب مدير المتحف قام جاكارد بلف الذى أعد خطة محكمة لاخفاء القطع الفنية قبل مطالبة مدير المتحف بذلك، وبالفعل عمل على ذلك بمفرده ووضعها فى شاحنات صغيرة فى أحد الليالى العاتمة، وتم نقلها إلى مختلف السرايات فى جنوب وغرب فرنسا – غادر أصحابها للفرار من النازيين.

وأمضت الموناليزا، التى كانت ملفوفة داخل صندوقها الخشبى المبطن، سنوات الحرب على بعد 400 ميل تقريبًا من باريس فى غرفة مشمسة فى الطابق العلوى فى مونتوبان، وذلك لإبعادها عن خطر الرطوبة أو قصف، وأى ألمان يبحثون عن يهود أو أعضاء مقاومة كان لا بد من إزالة الأعمال الفنية إلى المناطق النائية بعيدة عنهم.

لم تتوقف مهمة جاك جاكارد عند حد الحفاظ وإنقاذ اللوحات والقطع النادرة، ولكنه أوقف حماس النازيين من فكرة إنشاء متحف ضخم ملىء بأعمال فنية رائعة، بسبب أنه نقل كل هذا لأماكن متباعدة.

وأيام الحرب قام الحلفاء بقصف بعض من السرايات، وتمكنت هيئة الإذاعة البريطانية بالحصول على معلومات من قبل رجال المقاومة تفيد بأن اللوحة لا تزال سليمة ولا تتعرض لاى ضرر، ولهذا قامت هيئة الإذاعة البريطانية بإرسال عبارات مشفرة مثل "الموناليزا لا تزال تبتسم"، لإظهار أن الرسالة قد وردت لهم فى أوائل عام 1944، حاول النازيون القيام بعملية انتزاع أخيرة لأعمال الفن الأكثر قيمة فى فرنسا، حيث شعروا أنهم يخسرون الحرب. لكن جاكارد تهافت بما فيه الكفاية حول عدم وجود شاحنات مناسبة لنقل الأعمال الفنية إلى الشرق، سرعان ما فات الآوان وهبط الحلفاء.

لكن بالنسبة لهذه التكتيكات، ربما تكون الموناليزا قد انتهى بها المطاف فى مخبأ مهجور، بدلا من ذلك لدينا صورة لها فى نهاية الحرب سليمة، كونها مغلفة فى متحف اللوفر أعيد عرضها فى يوليو 1945.

وبالطبع حدث نهب مروع وتدمير للأعمال الفنية فى فرنسا، فقد تم تجريد منازل اليهود من كنوزهم، وفى عام 1943، قام النازيون بقطع وإحراق أكثر من 500 قطعة من الروائع صُنفت على أنها "متدهورة"، بما فى ذلك أعمال بيكاسو، الصور الفوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود فى هذا الكتاب تستحق معرضًا فنيًا فى حد ذاتها، بالإضافة إلى الصور المثيرة للاحتفال بالفرنسيين مع الأعمال الفنية.

Facebook Comments

Comments are closed.