منع توزيع صحيفة في الامارات بسبب خاشقجي

منعت الامارات توزيع صحيفة العرب اللندنية التي تطبع في دبي للعدد الصادر السبت الماضي بسبب مقال لمدير تحرير الصحيفة كرم نعمة انتقد فيها الصحف والصحافيين الذين يستجدون الامراء والرؤساء في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ووصفت صحيفة العرب اللندنية الاماراتية الصحافيين الذين يدافعون عن السعودية وعن قتلة الكاتب جمال خاشقجي بالمستجدين.
وهاجمت الصحيفة بمقال مطول كتبه مدير التحرير كرم نعمة، استجداء الصحافة، واصفة الامر بالسقوط الاخلاقي.

ومنعت الامارات توزيع عدد الصحيفة لعدد السبت الماضي، بسبب المقال الذي مر على الرقيب الامني، الامر الذي اثار مقربين من مدير الصحيفة محمد بن زايد، وصبوا غضبهم على رئيس تحرير الصحيفة هيثم الزبيدي المتواجد حاليا في ابوظبي.
وتم توبيخ الزبيدي الذي يرتبط ارتباط مباشر بمكتب محمد بن زايد في تنفيذ اجندة سياسية لصحيفة العرب اللندنية بالاعتماد على مدير التحرير كرم نعمة.
وبرر الزبيدي للجهات الرقابية الاماراتية ان هناك خطأ في تقدير الموقف من قبل مدير التحرير كرم نعمة، محاولا تدارك الامر قبل سحب رئاسة التحرير منه واعفاء كرم نعمة من موقعه.
وقالت مصادر صحفية في الامارات ان الجريدة لا توجد في محطات البيع، وعندما تم السؤال عنها قالوا انها لم تصل اليوم، بالرغم من انها تطبع وتوزع في الامارات.
واستعرض كرم نعمة المعروف بمقالاته التي تنتقد السعودية ورجال الدين فيها قصة استجداد صحفي عراقي لرئيس النظام السابق صدام حسين، الامر الذي دفع صدام الى التعليق على مقال الصحفي "الا يسخجل مدير تحريركم الاستجداء علنا"، وقال ان هذه القصة تبدو لي تلك القصة واحدة من أشهر قصص الاستجداء في الصحافة المعاصرة، وإذا كان يمكن تسويغها أنها حدثت في زمن صعب تهاوت فيه الكرامات تحت وطأة الحاجة، فإنها ستبقى مثالا من المهم العودة إليه كلما قرأنا لصحافي مقالا في الاستجداء، ويا لسوء حظ الصحافة، ما أكثرها اليوم.
واضاف كرم نعمة في مقال بعنوان (تكرار الأخطاء الصحافية القديمة في العصر الرقمي) كذلك مرت علينا منذ أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي نماذج صحافية في الاستجداء المعيب والجهر بالأكاذيب بوصفها حقائق في مقالات لا يمسها الخجل وكأنها تستوحي قصة الصحافي المستجدي لعطف الرئيس. فقط غابت فكرة استلهام الحقيقة، وعرض صحافيون خدماتهم الصحافية بشكل مثير. مثلما ينشر في مقابلها يوميا حشدا من الهراء والعبث الإعلامي الذي يغبط رجال دين وقادة ميليشيات يتقلدون بلا وجل مناصب لوردات القتل.

Facebook Comments

Comments are closed.