العراق يرفض مقترحاً سعودياً لإنشاء "أوبك جديدة"

كشفت صحيفة أمريكية عن رفض عراقي لمقترح سعودي بإنشاء منظمة جديدة لإدارة النفط.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن روسيا والعراق رفضتا مقترحاً لإنشاء منظمة نفطية جديدة بديلة لـ "أوبك".
وحسب التقرير الصادر مساء الثلاثاء، فإن مقترح المنظمة البترولية الجديدة قدمته الرياض لوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ولكنه قوبل بالرفض.
ووفقاً لما نسبته الصحيفة المالية الأميركية، لمسؤولين في "أوبك"، قال نوفاك، "إن قراراً مثل هذا خارج نطاق سلطاته وإنه سيحوله إلى وزير الخارجية الروسي وإلى مكتب الرئاسة بالكرملين". ويدعو المقترح إلى تحويل "التعاون الفضفاض" القائم حالياً بين منظمة "أوبك" وروسيا إلى "اتحاد نفطي" بين كتلتين، واحدة تقودها روسيا وأخرى تقودها "أوبك"، التي تهيمن عليها الرياض.
وحسب ما ذكرت قناة "آر تي" التلفزيونية في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن الوزير الروسي نوفاك، قال عن المقترح السعودي "لن تكون هنالك منظمة بترولية جديدة"، مشيراً إلى أن ذلك سيخاطر بخلق مزيد من الاحتكار والبيروقراطية ويعقد اتخاذ القرارات".
وتسعى الرياض التي تعرضت لانتقادات مهينة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار النفط، إلى الاحتماء بروسيا من الغضب الأميركي ورمي اللوم في ارتفاع الأسعار على موسكو.
ي المقابل، فإن موسكو تعي من جانبها أن القرار السعودي سيظل قريباً من واشنطن، وبالتالي فهي لن تكسب الرياض، ولكنها ترغب في استغلالها لتحقيق استراتيجية الطاقة الروسية عبر الهيمنة على قرار وتوجهات "أوبك"، من دون أن تكون هناك التزامات قانونية من جانبها، لأن موسكو تتفادى الدخول في صراع مع الولايات المتحدة.
وهذا "الاتحاد المقترح" أو ما يطلق عليه مجازاً "أوبك الجديدة"، سيُبنى من مجموعتين، مجموعة الدول الأعضاء في "أوبك"، ومجموعة الدول التي تقودها روسيا والتي تضم دول الجمهوريات السوفييتية سابقاً المصدرة للنفط ودول أخرى تقع تحت عباءة موسكو.
وهي تحديداً الدول العشر التي تعاونت مع المنظمة البترولية في خفض الإنتاج والسماح للأسعار بالارتفاع بعد دورة الانهيار المؤلمة.
وقال مسؤول بالمنظمة، حسب "وول ستريت"، إن إيران وأعضاء آخرين رفضوا المقترح أيضاً بسبب المخاوف من هيمنة موسكو والرياض على السياسة النفطية.

ويسعى "الاتحاد النفطي" المقترح، إلى استعادة الرياض لقدرتها في توجيه مسار أسعار النفط وسط تزايد إنتاج النفط الصخري الأميركي، الذي أصبح عملياً خلال الفترة الأخيرة يحتل دور "المنتج المرجح" الذي يحدد توجهات السوق النفطية والأسعار.
ودور "المنتج المرجح"، كانت تلعبه في السابق الرياض وتحدد من خلاله السعر المستهدف لبرميل النفط.
وهذا المقترح الجديد هو عبارة عن تخفيف لخطة سابق تم طرحها من قبل كل من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لإنشاء "منظمة بترولية جديدة تماماً"، تصبح روسيا عضواً فيها، تم تعويمها من قبل الحكومة السعودية.

Facebook Comments

Comments are closed.