وزير صحة كردستان : تفشي كورونا خرج عن السيطرة وينذر بكارثة إنسانية

أعلن وزير الصحة في إقليم كردستان، سامان برزنجي، اليوم الأحد، أن تفشي فيروس كورونا خرج عن السيطرة ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية كبرى، مشيراً إلى زيادة أعداد الإصابة وانتقال العدوى مقابل انخفاض حالات الشفاء.

وقال برزنجي  "للأسف الأوضاع خطيرة وتمضي من سيء إلى أسوء، وهذا لا يقاس بعدد الإصابات فقط بل بنسبة انتشار الفيروس حيث ارتفعت نسبة انتقال العدوى منذ بداية المرحلة الثانية من تفشي الفيروس من 1.6 إلى 1.9، أي أن كل مصاب ينقل العدوى لشخصين وهذا يدل على أن الوباء ليس تحت السيطرة بل في مرحلة تفشي".
وأضاف أن "الأعداد تزداد بشكل مستمر وهذا موضع قلق وخوف، كما أن أعراض المرض تظهر على المصابين الجدد، إلى جانب وجود حالات حرجة وارتفاع نسبة الوفاة التي كانت لا تتعدى 1% في السابق لكنها وصلت الآن إلى 1.96".
ومضى بالقول: "سجلنا 26 إصابة جديدة في أربيل قبل قليل، كما أن هنالك إصابات غير مسجلة حتى الآن، ما يؤشر لخطورة نقل العدوى للمزيد من الأشخاص، في حين كان عدد حالات الإصابة الراقدة في إقليم كوردستان تبلغ 3 إصابات فقط قبل عيد الفطر "، داعياً إلى "الالتزام بالتعليمات والتباعد الاجتماعي وتحمل المسؤولية وإلا سنكون أمام آلاف الإصابات الجديدة".
وأوضح أن إقليم كردستان سجل حتى الآن 1222 إصابة بفيروس كورونا و24 وفاة و448 حالة شفاء، مبيناً أن "حالات الشفاء انخفضت مقابل زيادة حالات الإصابة والنسبة هي أقل من 50% حالياً، فيما يرقد 60% من المصابين في المستشفيات".
وأكد أن "المعدل اليومي للإصابات في العراق تضاعف مقارنة بالأسابيع الماضية، وعلينا أن نحذر من تكرار هذا الشيء في إقليم كردستان لأن قدرات القطاع الصحي محدودة"، مبيناً: "لم يصل الأمر لمرحلة عزل المرضى في المنازل ولكن في حال تفشي المرض أكثر فستحصل كارثة إنسانية وأزمة كبرى مع عدم وجود سقف زمني محدد لنهاية الفيروس".
ولفت وزير صحة إقليم كردستان إلى تخصيص مستشفيات أخرى لمصابي كورونا "لكن هذا يكون على حساب الخدمات الصحية"، متابعاً: "قد نضطر لتحويل بعض الأماكن العامة إلى مستشفيات لعلاج كورونا، وعزل المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض خارج المستشفيات".
وذكر أن "عدد أجهزة التنفس الاصطناعي يتراوح  بين 180 إلى 200 جهاز، وسنسخر كل الإمكانات للحفاظ على حياة المصابين لكن مواجهة كورونا يكون بالتوعية وليس بالأجهزة"، موضحاً أن "المساعدات الدولية محدودة للغاية لذا اعتمدنا على الإمكانيات الذاتية من خلال الموازنة العادية وموازنة الطوارئ في توفير المستلزمات اليومية".
وحول التنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية، قال برزنجي "تحدثت مع وزير الصحة العراقي، حسن التميمي، قبل قليل وشددت على ضرورة ضمان حصة إقليم كردستان من المساعدات الدولية المقدمة للعراق، لكن الوزير أكد أن العراق لم يتلق أي دعم دولي منذ تسلمه المنصب".
واستدرك: "من المؤمل أن توزع منظمة الصحة العالمية مساعدات جديدة قريباً، وقد طالبت بتخصيص موازنة جديدة لمواجهة كورونا، كما حصل سابقاً، حيث أرسلت الصحة الاتحادية مشكورة مساعدات كانت مقدمة للعراق من البنك الدولي".
وتابع أن "النفقات الصحية تعد ضمن النفقات السيادية، والشركة العامة لتسويق الادوية والمستلزمات الطبية (كيماديا) هي المسؤولة عن توفير المستلزمات الطبية للمحافظات العراقية كافة بما فيها إقليم كردستان، ونحن على تواصل يومي مع وزارة الصحة العراقية، وسبق أن زرنا بغداد التي أدت دوراً جيداً في دعم جهود مكافحة كورونا"، مؤكداً أن "زيارة الوفود من إقليم كردستان إلى بغداد مستمرة لتوحيد سبل مواجهة هذه الجائحة العالمية".
وحول استمرار حظر التجوال بين المحافظات والمطالبات بفتح المنافذ الحدودية، قال وزير صحة إقليم كردستان إن "انتشار الفيروس لا يبرر عدم الالتزام بالتعليمات، بل يفضل أن يمتنع كل شخص عن التنقل حتى بين الأحياء وداخل الحي الواحد، وليس فقط بين المحافظات، حيث سجلنا مؤخراً العديد من الإصابات لحالات عائدة من بغداد ومن خارج البلاد أيضاً"، موضحاً: "يجب أن يكون التنقل بين المحافظات منظماً، ومنع حركة السياح والوافدين باستثناء التبادل التجاري، وأي تنقل للحالات الضرورية يتطلب الحصول على موافقة رسمية من قبل وزارة داخلية إقليم كردستان".
وحتى الآن، سجل إقليم كردستان 1222 إصابة بفيروس كورونا، بينها 448 حالة شفاء، و24 وفاة، ولا تزال 750 إصابة من تلك الحالات نشطة.

Facebook Comments

Comments are closed.