دراسة شملت 17 مليون شخص تحدد عوامل خطر الوفاة بكورونا

أبلغ الباحثون عن عوامل الخطر المرتبطة بوفاة المصابين بـ”كوفيد-19″، استنادا إلى تحليلات السجلات الصحية الكاملة لـ17 مليون بالغ في إنجلترا.

وتوفر الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature معلومات تفصيلية عن حجم الخطر المرتبط بمختلف الحالات الطبية الموجودة مسبقا، مثل مرض السكري والسمنة.

وبالتوافق مع الدراسات السابقة، فإن النتائج الجديدة تشير أيضا إلى ارتفاع خطر الوفاة من “كوفيد-19” للرجال وكبار السن ممن يعانون من نقص حاد في الضرورات الأساسية في المجتمع.

كما وجدت أن السود والآسيويين أكثر عرضة لخطر الموت ومع ذلك، على عكس التكهنات السابقة، كان هذا الخطر المتزايد يعزى جزئيا إلى عوامل الخطر السريرية السابقة، ونقص الضرورات الأساسية.

وقام الباحثان البريطانيان، بن غولداكر وويليام سميث، بتطوير منصة تحليلات آمنة تسمى “أوبين سيفلي” OpenSAFELY، تتضمن بيانات مستعارة لـ 40% من جميع مرضى الخدمة الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا.

ومن بين السجلات الصحية الإلكترونية لـ 17.3 مليون بالغا، كانت هناك 10 آلاف و926 حالة وفاة داخل وخارج المستشفى مرتبطة بـ “كوفيد-19”. ويعد هذا توسعا كبيرا في النتائج الأولية للمؤلفين حول العوامل المرتبطة بـ 5707 حالة وفاة في المستشفى.

وتماشيا مع الدراسات السابقة، كان لدى الرجال خطر أكبر بنحو 1.59 مرة للوفاة بـ”كوفيد-19″ مقارنة بالنساء.

كما وجد الباحثون أن العمر عامل قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض شديدة والوفاة من العدوى، حيث أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 80 عاما أو أكثر معرضون لخطر متزايد بنحو 20 ضعفا مقارنة بالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و59 سنة، على سبيل المثال.

وكان احتمال وفاة السود والأسيويين بـ “كوفيد-19” أكبر بنحو 1.62 إلى 1.88 مرة، مقارنة بالأشخاص البيض، بعد النظر في الحالات الطبية. وقال الباحثون إن زيادة المخاطر ارتبطت بعوامل الخطر السريرية الموجودة ونقص الضرورات الأساسية.

وعلاوة على ذلك، كشف الفريق أن أولئك الأكثر حرمانا من الضرورات الأساسية في المجتمع من بين المشاركين كانوا أكثر عرضة للموت بـ “كوفيد-19” بنحو 1.8 مرة، وشدد على أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد تلعب دورا محوريا في خطر الوفاة بالمرض.

ووفقا للنتائج السابقة، فإن الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقا أو أساسية، بما في ذلك السمنة (خاصة مؤشر كتلة الجسم لأكثر من 40)، والسكري، والربو الشديد، وأمراض القلب المزمنة، والكبد، والأمراض العصبية، وأمراض المناعة الذاتية هم أكثر عرضة للوفاة من “كوفيد-19”.

ولاحظ الباحثون أنه لا يجب بالضرورة تفسير الآثار المبلغ عنها على أنها سببية، فعلى سبيل المثال، كان للتدخين وارتفاع ضغط الدم ارتباط سلبي طفيف بالمخاطر، لكن الباحثين يقترحون أن هذا قد يكون نتيجة للتفاعلات مع العوامل السريرية الأخرى، ويلاحظون أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه العلاقات بشكل أفضل.

وحدد الفريق أحد أوجه القصور في الدراسة، وهو إدراج حالات “كوفيد-19″ المشتبه بها سريريا وغير المؤكدة مختبريا وقد يظهر هذا أن بعض المرضى يتم تحديدهم بشكل غير صحيح كمرضى إيجابيين لـ”كوفيد-19”.

ومع تطابق نتائج الدراسة الجديدة للنتائج السابقة، ينبغي أن تستمر السياسات المعمول بها في العديد من البلدان لحماية الأشخاص الأكثر ضعفا. ويجب على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة البقاء في المنزل والتقيد بالتباعد الاجتماعي للوقاية من العدوى.

كما أكّد الفريق على الحاجة إلى مزيد من البحث لتقييم كيفية مساهمة الخلفيات العرقية وغياب الضرورات الأساسية في المجتمع في زيادة خطر الوفاة من “كوفيد-19”.

Facebook Comments

Comments are closed.