إنجازاتٌ صحية ناجعة وسط أجواءٍ إعلامية هادفة ..

 فاطمة غانم جواد _ بغداد

 إن لمقومات التعاون المشترك بين قطاعي الصحة والاعلام إفادة هادفة تتمثل في تحقيق الوعي الصحي العام سيما في ظروفٍ صحية متباينة تتطلب العمل المشترك لإيصال الرسالة الصحية وتحقيق صداها بين اوساط الجمهور بالتنسيق مع الكوادر الإعلامية ذات الخبرة المهنية التي تخدم الجمهور عامةً وقطاع الصحة خاصةً في بناء الوعي الصحي بأساليب هادفة ونشره بوسائل مُتقنة لِتعُم المنفعة الوطنية .

وان تسليط الضوء على النجاح المتبادل وما يحققه من مكسب ثنائي القطاع ضرورة حتمية تتمثل في إيلاء الاستحقاق لمؤسساتٍ إعلامية واستثناءها بالإبداع المتزايد نحو آفاقٍ بعيدة من التقدم ذات المجال الصحي بما يدفع كوادرها مزيداً من التألق والتشجيع لمضامين مستوحاة من البيئة الصحية ومقتضياتها الانسانية . فمصداقية تلك الوسائل تدفع بالمؤسسات الصحية الاقبال عليها في نشرها لبحوثٍ ودراساتٍ علمية كون العمل الطبي عملٌ انساني يهدف إلى الحقيقة الفعلية المرتكزة على الواقع ، فيسطعُ هنا شُعاع الابتكار الطبي ومايمثله من إستكشافات وتجارب وإنجازات تُسيّر من خلال الندوات العلمية والمؤتمرات العالمية والورش العملية مما تتطلب وسائل اعلامية بعيدة عن التزييف المعلوماتي وبث الشائعات الصحية التي تستميل المجتمع لسلوكيات غير سليمة متأثرة بمعلومة غير صحيحة قد تبني املا كاذب أوتهدم املاً صادق . فالكثير من المعلومات لم تكن معروفة لو لم تتداولها وسائل اعلامية في تغطياتٍ متتالية لدراسات ذات انجازات متعالية في نتائجها المستقبلية وهذا ما كسر قيود الاحتكار المعلوماتي لتظهر تطبيقاً عملياً متداولاً في خدمةِ المصالح الوطنية . فقد كان للأسبوع العالمي للتوعية بمخاطر المضادات الحيوية برعاية منظمة الصحة العالمية أهمية ناجعة تناقلتها الوسائل الإعلامية لنشر الوعي بمخاطر مقاومتها فهذه الحملات تدعو لمقاومة المضادات الحيوية واتباع اساليب افضل من قبل عامة الناس والاوساط الصحية والطبية للحد من استخدامها كونها تشكل خطورة على صحة الإنسان وهي تستخدم لحالات الفيروسات والطفيليات والبكتيريا الا انها غالبا ما ينتج عنها انعكاسات تتمثل في مقاومة الفيروسات لتلك المضادات وتغيير البكتريا النافعة داخل جسم الإنسان لتصبح بكتريا مقاومة للمضاد الحيوي الذي كان يستخدم لمعالجة الأمراض المتسببة بها تلك الفيروسات والبكتيريا . ويركز المؤتمر الصحي الاعلامي على ضرورة إستكمال الدورة العلاجية بتلك المضادات وعدم الاحتفاظ بها لاستخدامها مستقبلاً ، والمحافظة على النظافة والوقاية سيما في ظل اجتياح كورونا فهنالك تشابه واضح مابين خطورة فيروس كورونا ومقاومة المضادات الحيوية التي لا تقل خطورتها عن كورونا إذا أُسيئت الاستعمال سيما دون الإشراف الصحي والاستشارة الطبية مما ينتج عنها المضاعفات الصحية والتهديد بفقدان الحياة .

فالحذر واجب والوقاية لازمة والوعي ضروري وهذا ما يهتم به المؤتمر ذات الجهود الثنائية الصحية _ الاعلامية لبث الوعي بين عامة المواطنين لتحصين أنفسهم من اي تهديد وبائي خارجي متمثلا بكورونا او تهديد داخلي متمثلا بمقاومة المضادات ، عن طريق الابتعاد التام عمّا يقلل المناعة الصحية بالالتزام التام بالوقاية التي قد تُغني عن استخدام العلاج الذي قد يعطي انعكاسات سلبية وهذا ما نقصد به بمقاومة المضادات الحيوية . ففي ظل وباء كورونا اتجه البعض لتناول العقاقير والأدوية المختلفة المتمثلة بالمضادات الحيوية لدرء خطر إصابتهم بالوباء وهذا حقيقةً ما يقلل المناعة الصحية لهم بتغيير البكتريا النافعة داخل الجسم بالتالي تظهر الاعراض الخطرة المهددة للسلامة الإنسانية والتي تتفاقم خطورتها لتودي بحياة الإنسان إلى الموت المُحَتم ، فالوعي الفردي له دور بارز في تأمين سلامة الفرد والذي يتحقق بتعاون الكوادر الصحية والإعلامية معاً كون هذا الوقت هو الانسب لنشر الوعي في كيفية التعامل مع الوباء دون اللجوء للمضادات الحيوية التي غالباً ما تكون نتائجها سلبية خطرة بدلاً من إيجابية مطمئنة .

Facebook Comments

Comments are closed.