تمديد الهدنه في اليمن .. هل هي مقدمة لإنهاء الحرب ام مجرد تهدئة للحرب ؟

للكاتب محمد القاضي

اعلنت الأمم المتحده تمديد الهدنة في اليمن لمدة شهرين اضافيين بموافقة جميع الاطراف؛ حيث جاء هذا الاعلان في ظل حوار قائم بين الشرعية والحوثيين في الاردن بخصوص فتح جميع الطرقات التي تم اغلاقها بسبب الحرب من قبل جميع الأطراف؛ وابرزها حصار تعز ومأرب وغيرها من المحافظات والتي تسببت في مفاقمة المزيد من المعاناه لدى المواطنين والأسر اليمنيه.والأمم المتحده والتحالف والشرعية يقولوا ان الهدنه جائت لغرض إنساني من اجل تخفيف معاناة اليمنيين؛ ولكن اين هم من قبل اكثر من سبع سنوات من الحرب والمعاناه؛ ولماذا لم تتحرك ضمائرهم وإنسانيتهم .

ولايخفى على احد الحرب الروسية على اوكرانيا وما تسببت به من ازمة اقتصادية على مستوى العالم؛ وكذلك المشاركة الامريكية الغير مباشرة في الحرب ضد الروس؛ حيث ان حرب روسيا على اوكرانيا جاءت في وقت ليست امريكا في أفضل حالاتها؛ ولديها عدة ملفات شائكة في العالم ابرزها ملفات سوريا وليبيا والعراق وايران واليمن.وان الحرب الروسية على اوكرانيا اثرت بشكل غير مباشر على مسار الحرب في اليمن؛ خاصة ان الهدنة في اليمن لم تأتي إلا بعد اندلاع الحرب الروسية على اوكرانيا؛ وهذا يعكس حالة القلق الامريكي والسعودي والإماراتي من تدخل روسي وشيك في حرب اليمن؛ خاصة اذا اقدمت روسيا على تزويد الحوثيين باسلحه وصواريخ نوعية قادرة على قلب موازين الحرب في اليمن.

 ولذلك فإن الإمارات والسعودية كانتا اول من ساورهم القلق بشأن تدخل روسي في حرب اليمن؛ وقيام الإمارات بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن بإدانة الغزو الروسي على اوكرانيا؛ واستقبال الإمارات والسعودية لوزير الخارجيه الروسي في بداية حرب الاخيره على اوكرانيا احد المؤشرات على مخاوف اماراتيه سعودية من تدخل روسي في حرب اليمن؛ ومحاولة منهما لكسب ود روسيا.وامريكا بدورها تعلم ان روسيا بإمكانها الرد على تزويد امريكا لاوكرانيا بالسلاح والحاق الضرر بها عن طريق تزويد الحوثي بصواريخ متطوره يستطيع من خلالها قصف المنشئات النفطيه في كلاً من السعودية والإمارات.

 وفي حالة حدوث هذا السيناريو فسوف يترتب على ذلك ارتفاع في اسعار النفط عالمياً والتسبب بأزمات اقتصادية عالميه سوف تكون امريكا من ابرز المتضررين منها خاصة ان السعودية والإمارات تعتبرا من اهم وابرز مصدري الطاقه والنفط على مستوى العالم؛ فأي ضرر يلحق بمنشئاتهما النفطيه معناه ازمة عالمية جديده اضافة إلى الازمة التي تسببت بها الحرب الروسيه على اوكرانيا وامريكا في غنى عن ذلك.ومما لا شك فيه أن الهدنه في اليمن تعتبر بمثابة حاجه وضرورة امريكيه ملحه في الوقت الحالي؛ من اجل تخفيف الضغط عليها وتفرغها لمواجهة روسيا في اوكرانيا.

 ومن اجل ايضاً سد الباب أمام أي محاولات روسية للتدخل في حرب اليمن خاصة اذا كانت الحرب محتدمه وعلى اشدها؛ وأعتقد ان الكثير يعرفوا دور امريكا وادارتها الفعليه للحرب في اليمن. فالمصلحة الامريكية تقتضي في الوقت الحالي تهدئة الاوضاع والحرب في اليمن من خلال تمديد الهدنة إلى اكثر وقت ممكن؛ والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هدنه وليس ايقافاً للحرب؛ والسبب بكل بساطه لأن ايقافها في الوقت الحالي ليس من مصلحة امريكا وبالتالي يُراد من الهدنة ان نكون معلقين في حالة اللاسلم واللاحرب الى أجل غير مسمى.

لذا فان مستقبل الهدنه في اليمن مرتبط باستمرار الحرب الروسية على اوكرانيا؛ ومتى ما استمرت حرب روسيا على اوكرانيا سوف يتم تمديد الهدنه اكثر واكثر؛ أما مسألة استئناف الحرب في اليمن فهي متعلقه بانتهاء او ايقاف حرب روسيا على اوكرانيا؛ وعلى مايبدو انها ليست مرشحه للإنتهاء في الأجل القريب على أقل تقدير؛ بل انها مرشحه للتصعيد والتوسع؛ وكل هذه السيناريوهات سوف تؤثر بشكل كبير على مسار ومستقبل الحرب في اليمن.

Facebook Comments

Comments are closed.