الناتو تورط في الصراع.. وروسيا تتقدم وتحذر بالرد على الصواريخ والدبابات

للكاتب رامي الشاعر

يسعى رئيس أكثر حكومة إسرائيلية متطرفة في تاريخ إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى الحصول على موافقة بشأن إصلاحات قضائية ستشدد السيطرة السياسية على التعيينات القضائية، وتحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات الحكومة أو قوانين الكنيست.ويأتي ذلك في ظل قضايا فساد تطال نتنياهو، ينكرها جميعا، إلا أنها لا تمنع المرء من التفكير في علاقة رئيس الوزراء الحالي المشتبكة بالقضاء، معبرا  عن استعداده “للاستماع إلى عروض مضادة” للخطة التي يقودها وزير العدل في حكومته، لمواجهة ما يسميه نتنياهو “النشاط القضائي المتطرف”.

وليس هنا بصدد الدفاع عن النظام القضائي الإسرائيلي الحالي، ولا بجنوحه، من خلال مقترحات الحكومة اليمينية المتطرفة، نحو مزيد من التطرف والتجني على شعبنا الفلسطيني، لكننا نلفت النظر إلى أننا أمام حكومة يمينية متهورة، تعتقد أن القوة فوق الحق، وأنها “قادرة” على الإتيان بما لم تأت به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على اختلاف درجات تطرفها، من خلال مزيد من الاقتحامات والمداهمات والقمع والقتل مع استمرار الجهود الدولية لتخفيف التوتر في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي لم تحرز نتائج ملموسة حتى الآن، إلا أن أهم التطورات الراهنة تتمثل في أن غالبية الدول لم تعد تعتبر عمليات الرد الفلسطيني على الإرهاب الإسرائيلي إرهابا.

 وحتى أن الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، ولنتنياهو على وجه الخصوص، عادت لتؤكد من جديد على أنه لا يمكن التغاضي عن حق الشعب الفلسطيني في التمتع بدولته الفلسطينية المستقلة، في الوقت الذي عاد الحديث فيه، خاصة خلال الزيارة الخاطفة لوزير الخارجية المصري سامح شكري إلى موسكو، عن عودة الرباعية الدولية للتسوية الفلسطينية لممارسة دورها.ويعتقد أن الخطأ الجوهري في جهود تخفيف التوتر هو الكيل بمكيالين، فالخطة الأمنية الأمريكية التي تهدف إلى “إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس” تغفل توغلات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، وتغفل عدم إحراز أي تقدم في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تغفل الحقوق الشرعية التي لا يحصل عليها الفلسطينيون.

 وعلى الرغم من تأكيد واشنطن الأخير على حل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر، إلا أن بلينكن لم يتمكن حتى من “إلقاء اللوم” على مداهمة الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، ومقتل 39 شهيداً فلسطينياً حتى الآن منذ بداية العام (مع وصول جسد الشهيد عبد الله قلالوة يوم أمس إلى مستشفى التركي في طوباس يصبح عدد الشهداء 39)، من بينهم امرأة مسنة، الشهيدة أم زياد، التي تبلغ من العمر 61 عاماً. لكن ما يهم  هو بدء تلك الحملة الداعمة لتفعيل عمل اللجنة الرباعية، التي تضم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ، جنباً إلى جنب مع عمليات المقاومة والبطولات التي يسطرها الشعب الفلسطيني بدمائه، وكذلك موقف القيادة الفلسطينية المبدئي.

وعلى الجبهة الروسية، نشرت “بلومبرغ” تقارير تفيد بأن عمليات التسليم الأولى لقذائف راجمات “هيمارس” بعيدة المدى، والتي يبلغ مداها 150 كيلومترا، والتي تضمها حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لكييف، لن تتم قبل حوالي 9 أشهر، وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قد قال نهاية الأسبوع الماضي إن تسليم دبابات أبرامز إلى أوكرانيا سيستغرق هو الآخر “شهوراً كثيرة”.وتدرس برلين استرداد أسلحة من قطر لإرسالها إلى أوكرانيا، لاستعادة 15 مدفعا من طراز “جيبارد” ذاتية الدفع المضادة للطائرات، فيما لا تزال حمى إمداد أوكرانيا بالدبابات مشتعلة في أوروبا.

فكل هذه الهستيريا حول تورط “الناتو” فعلياً في الصراع، والتي تثبت ما كررناه من قبل أكثر من مرة، بأن الصراع لا علاقة له من قريب أو من بعيد بأوكرانيا، وإنما هو صراع بين روسيا والغرب بأيدي أوكرانيا، لن تغيّر على أرض المعركة أي شيء يذكر، فخطوط الإمدادات على وشك أن تنقطع على محور أرتيوموفسك (باخموت) سيفيرسك، خاصة بعد أن أصبح الجيش الروسي على بعد خطوة من إحكام الطوق حول أرتيوموفسك بقصفه لقوافل القوات المسلحة الأوكرانية على الطريق السريع المؤدي إلي المدينة من مدينة تشاسوف يار، وهو الطريق الوحيد المتبقي الذي لا يزال بإمكان كييف على طوله تزويد مجموعتها في أرتيوموفسك بالإمدادات.

Facebook Comments

Comments are closed.