أوكرانيا تسعى لخفض سن التجنيد

وبحسب التقرير، أمضى ما يقرب من مليون رجل يخدمون في الجيش الأوكراني أكثر من عامين تحت وطأة القتال وفي ظروف يُغلفها التعب والإرهاق.

وقال التقرير إن "هناك حاجة ماسة لمجندين جدد يغطون النقص، ويعززون قدرة الجيش الأوكراني على مقارعة التفوق الروسي الواضح على مختلف الجبهات".

وتواجه أوكرانيا عقبة ديموغرافية حرجة منذ فترة طويلة، فهي لا تضم سوى عدد قليل للغاية من الشباب.

وأوضحت الصحيفة أن الرجال الأصحاء الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وهم العمود الفقري لمعظم الجيوش، هم جزءٌ من أصغر جيل في تاريخ أوكرانيا الحديث.

ويتعيَّن على أوكرانيا أن تعمل على الموازنة بين الحاجة إلى مواجهة الهجوم الروسي المتواصل من خلال إضافة المزيد من القوات، وخطر إفراغ جيل كامل من طاقته.

ولفت التقرير إلى أن المشكلة الديموغرافية في أوكرانيا تعود جذورها لأكثر من قرن من الزمان، حيث كانت آثار الحربين العالميتين الأولى والثانية في أوكرانيا لا تزال واضحة حتى فترة التسعينيات، وكان يولد عدد أقل من الأطفال خلال كل صراع.

وعلاوة على ذلك، قالت الصحيفة إن هناك انخفاضًا حادًّا في معدلات المواليد في أوكرانيا خلال العقود الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وأوضحت أنه سجلت انخفاضات مماثلة في العديد من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك روسيا. وانهارت الاقتصادات، وارتفعت معدلات الوفيات بشكل حاد بين الجيل الأكبر سنًّا من الرجال، ومعظمهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية غير المعالجة، وإدمان الكحول والصدمات في مكان العمل.

وأشار التقرير إلى أن العواقب المترتبة على الحرب بالنسبة للجيل القادم من الأوكرانيين، أصبحت واضحة بالفعل، وانخفض عدد المواليد بمقدار النصف تقريبًا من عام 2021 إلى عام 2023.

ويقول خبراء إن أحد العوامل المهمة وراء هذا الانخفاض هو أن نحو 800 ألف امرأة أوكرانية تتراوح أعمارهن بين 18 و34 عامًا هربن إلى دول في الاتحاد الأوروبي.

وخلُص التقرير إلى أن توقعات الولادات المستقبلية تعتمد الآن على عاملين: عدد الرجال الذين يموتون على الجبهة في الحرب وعدد النساء العائدات من أوروبا، بحسب عالِم الديموغرافيا، أولكسندر جلادون.

وأكد جلادون "أوكرانيا ليس أمامها خيار سوى استدعاء الشباب للانضمام إلى الجيش حاليًّا".