قصة فرار منقذ نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام

رغم الشهرة الكبيرة التي حازت عليها العراقية الإيزدية نادية مراد المتحصلة على جائزة نوبل للسلام، إلا أن الأضواء أقصت الشخص الوحيد الذي كان له الفضل في ما هي عليه اليوم.

مجلة "تايم" الأمريكية نشرت تقريرا مفصلا في شهر يوليو الماضي عن الشخص الذي أنقذ نادية، والذي قالت إن اسمه عمر عبد الجبار، مشيرة إلى أنه لا يزال ينتظر من يساعده في ألمانيا، بعد أن نُسيت قصته.

أواخر صيف عام 2014، لجأت نادية لعائلة عمر عبد الجبار في مدينة الموصل بعد أن تمكنت من الفرار من براثن "داعش" الذي كان حديث السيطرة على المدينة.

وتقول المجلة: "في تلك الليلة الصيفية، قرع الباب وفتح عمر ووالده ببطء ليعثرا على فتاة صغيرة، يغطيها النقاب الأسود من الرأس لأخمص القدمين. وقالت: "من فضلك ساعدني.. إنهم يغتصبونني". سحبها عمر إلى الداخل، على أمل ألا يكون قد رآها أحد".

ابن عم عمر أتى للفتاة ببطاقة هوية تحمل "اسما عربيا سنيا"، وفيها أن نادية أصيلة مدينة كركوك، حتى تستطيع المرور من نقاط التفتيش التي فرضها التنظيم.

وعند نقطة التفتيش الأولى، قام مقاتلو "داعش" بتفتيش السيارة. وجلست الفتاة بهدوء في المقعد الخلفي، فقط عيناها تظهران تحت النقاب، بينما أجاب عمر على الأسئلة.

لحظات من الرعب عاشها عمر ونادية، خاصة أنهما شاهدا صورتها إلى جانب صور امرأتين إيزيديتين أخريين في مركز الحراسة. لحسن الحظ أن القواعد المتشددة لداعش سمحت لهم بالمرور، حيث لم يطلبوا من مراد أن ترفع النقاب وتظهر وجهها.

وفي فندق بأربيل، كانت آخر مرة يرون فيها بعضهم البعض. وفي اليوم التالي لعودة عمر إلى الموصل، كان هناك قرع ثقيل على الباب. هذه المرة كان "داعش" يبحث عن عمر.

ومنذ ذلك اليوم بدأت معاناة الشاب، ورغم هروبه ووصوله إلى ألمانيا لم يصطلح حاله، وتقول المجلة: "حتى في ألمانيا، لا يشعر عمر بأمان تام. ففي العام الماضي، قال إنه تلقى رسالة مجهولة جاء فيها إنهم يعلمون أنه في ألمانيا وإنهم سيأتون إليه".

على عكس قصة نادية، فإن قصة عمر لا يعرفها أحد تقريبا. فقد وصل إلى ألمانيا وتقدم بطلب للجوء في مارس 2015. وبعد أكثر من 3 سنوات لم يتم منحه وضع اللاجئ.

Facebook Comments

Comments are closed.