قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن بلاده “تشهد عملية انتعاش اقتصادي نتيجة للعمل المتواصل، تستند إلى تعافي الاقتصاد الإنتاجي، وإلى الجهد الجماعي لفنزويلا بأكملها”.
وخلال لقاء تلفزيوني، أشار مادورو إلى أن عام 2021 هو “العام الأول الذي سجّل نمواً اقتصادياً منذ أن بدأت عقوبات الإمبريالية الأميركية الإجرامية”، لافتاً إلى أن “النمو تحقَّق بفضل الاقتصاد الذي يُنتج الغذاء والخيرات والسِّلَع والخدمات، وشهدنا نمو الصناعة والتجارة والسوق الداخلية في البلاد”.
واعتبر الرئيس الفنزويلي أن “الشعب الفنزويلي قاوم هجمات وحشية شنّتها الإمبريالية الأميركية وحلفاؤها في العالم، لكننا صمدنا وقاومنا”، قائلاً “لم نكتفِ بالمقاومة، بل وضعنا نُصب أعيننا ضرورةَ أن نحرز تقدماً على قاعدة العمل الجماعي، من خلال تحفيز جميع القطاعات الاقتصادية”.
وشدّد على ضرورة الإيمان بالشعب “من أجل تحفيز قيمة العزة ومكامن القوة التي يتمتع بها، روحياً وأخلاقياً”، قائلاً “عندما تتجسَّد في الإنسان قضيةٌ تاريخية أكبر منه، تراه يرتقي إلى مستوى الصعوبات والتحديات التي تواجهه”.
وبحسب مادورو، فإن “الشعب الفنزويلي أبلى بلاءَ الأبطال. وأنا، كرئيس، كان عليّ أن أكون على قَدْر هذا الشعب البطل”، كما أنه “توجَّب عليَّ التسلُّحُ بالصبر والإيمان الكبير والثقة بالمستقبل، وأن أرتقي إلى مستوى المواجهة، وأن أخوض المعركة”.
ولفت مادورو إلى أن زعيم المعارضة، خوان غوايدو، كان نوعاً من “فرانكشتاين” سياسي، ومُنِي بالهزيمة، وأضاف إن “الإمبريالية اعتقدت أن فنزويلا مُلكُها، وأنها، عَبْرَ أسلوبها الاستعماري، يمكنها أن تعيّن رئيساً للبلاد”، موضحاً أن “الشعب الفنزويلي تصدّى للإمبريالية، وقال لها ولقادتها، ولغوايدو خاصتها: لن تمرّوا. وبالفعل، لم يمروا”.
ودعا مادورو إلى “التخلي عن الإمبريالية، وفرانكشتاينهم داخل المستنقع”، لافتاً إلى أنه “في عهد ترامب، عيّن (ترامب) مندوباً سامياً اسمه إليوت أبراهام لحُكم أراضي مستعمَرة اسمها فنزويلا، وفق المنظور الاستعماري الجديد لترامب وللإمبريالية”.
وأشار مادورو إلى أن “إليوت أبراهام كان وقحاً إلى درجة أنه راسل زوجتي، طالباً منها أن تطلّقني، وقال لها إنهم سيسمحون لها بإخراج أُسرتها من البلاد”، مضيفاً أن “أبراهام طلب مني أن أخون شعب فنزويلا وقضية بوليفار وإرث تشافيز، وأن أسلّم فنزويلا إلى الإمبريالية الأميركية”.
لن نتخلى عن فلسطين
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أشار مادورو إلى أن “لا أحد في هذا العالم يجرؤ على مطالبتنا بالتخلّي عن فلسطين، ولا يمكن أن نقبل هذه المطالَبة. والخطيئة هي في مجرد التفكير في التخلّي عن فلسطين، أو تركها وحدها”.
وشدَّد الرئيس الفنزويلي على أن “فلسطين هي أرض البشرية المقدَّسة، ولأرض فلسطين مكانة عظيمة جداً لدينا. اسم فلسطين نسمعه عالياً وعظيماً”، مضيفاً أن “هذه الجرائم (الإسرائيلية) التي تُرتَكَب بحق الشعب الفلسطيني، سيدفع (الاحتلال الإسرائيلي) ثمنها يوماً ما”.
ووجَّه مادورو رسالة إلى فلسطين وشعبها، مؤكداً دعمهما من جانب فنزويلا، ومن جانب كل الشعب الفنزويلي، ومن جانب الثورة البوليفارية التي أسّسها القائد تشافيز، وقال “لفلسطين دعمي كله، اليوم وإلى الأبد، وستحظى دائماً بهذا الدعم، لأننا نحب فلسطين، وكلَّ شعبها، وجميعَ فصائلها”.
أشكر الله على أنني تعرَّفت إلى قاسم سليماني
في الحديث عن الملف الإيراني، قال مادورو إن “العلاقات بالجمهورية الإسلامية في إيران كانت دائماً جيدة جداً، سواء مع الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، أو مع الرئيس السابق حسن روحاني، أو الآن مع الرئيس إبراهيم رئيسي”.
وقال إنه اتفق مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على مجموعة من الخطط الجديدة. واللجنة الحكومية المشتركة لكِلا البلدين تعمل على هذه المشاريع الجديدة، التي تشمل التشبيك والتعاون بين إيران وفنزويلا.
وأبدى الرئيس الفنزويلي إعجابه بـالمرشد الإيراني آية الله خامنئي، قائلاً إنه “رجل ذو حكمة كبيرة وذكاء عظيم”.
ولفت إلى أن قائد قوة القدس السابق، الشهيد “القائد (قاسم) سليماني زار فنزويلا بين آذار/مارس ونيسان/أبريل من عام 2019. كنا في خضمّ أزمة الهجوم الكهربائي الذي شنّه إمبرياليو الشمال ضد المنظومة الكهربائية لفنزويلا”، متطرقاً إلى الحديث الذي جرى آنذاك بشأن مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك موضوع النظام الكهربائي، و”كل ما تحدثنا بشأنه معه جرى تنفيذه”.
ووفقاً لمادورو، فإن “القائد سليماني كان رجلاً بشوشاً ومتفائلاً في الحياة، و أشكر الله على أنني تعرّفت إليه”، لافتاً إلى أن “سليماني واجه الإرهاب ومجرمي الإرهاب الدمويين، الذين هاجموا شعوب محور المقاومة. هو رجل شجاع”.