مر عام تقريبا على رصد العلماء لألمع انفجار لأشعة غاما سُجّل على الإطلاق، في حدث يعرف باسم GRB 221009A.
ويقول العلماء إن الانفجار “الألمع على الإطلاق” تمكّن من إحداث اضطرابات في الغلاف الأيوني للأرض (الأيونوسفير)، على ارتفاع حوالي 310 أميال (498.89 كم) فوقنا.
ويلعب دورا حيويا في حماية الأرض من الإشعاع الضار وفي تمكين الاتصالات اللاسلكية.
وأجرى الدراسة الجديدة فريق دولي من الباحثين بقيادة الدكتور ستيفانو بيرسانتي في جامعة لاكويلا بإيطاليا.
ويقول الباحثون في ورقتهم البحثية: “إن الغلاف الجوي للأرض يتعرض لتأثير الانفجارات الكونية التي تنتج انفجارات أشعة غاما عالية الطاقة. قمنا بالإبلاغ عن دليل على وجود اضطراب شديد في الجانب العلوي (حوالي 500 كيلومتر) في الغلاف الأيوني الناجم عن اضطراب مفاجئ كبير في الغلاف الأيوني”.
وأظهرت الدراسات السابقة أن انفجارات GRB عبارة عن رشقات نارية قصيرة العمر من ضوء أشعة غاما، وهو الشكل الأكثر نشاطا للضوء مع أصغر الأطوال الموجية.
وتدوم هذه الانفجارات من بضعة ميلي ثانية إلى عدة دقائق، وتتألق بمئات المرات أكثر سطوعا من المستعر الأعظم النموذجي، وحوالي مليون تريليون مرة أكثر سطوعا من الشمس.
وتم اكتشاف انفجارات GRB لأول مرة في الستينيات، ومنذ ذلك الحين أذهلت العلماء في جميع أنحاء العالم.
ويعتقد علماء الفلك أن معظم انفجارات GRB تحدث عندما ينفد الوقود النووي من قلب نجم ضخم، وينهار تحت وزنه، ويشكل ثقبا أسود.
وكانت مدة انفجارات GRB المعنية – 221009A في 9 أكتوبر من العام الماضي – حوالي سبع دقائق، ولكن كان من الممكن رصدها لأكثر من 10 ساعات بعد الاكتشاف الأولي.
ونشأت من اتجاه كوكبة القوس، وسافرت نحو 1.9 مليار سنة للوصول إلى الأرض.
وأثار انفجار GRB 221009A العديد من المراصد الفضائية للأشعة السينية وأشعة غاما، بما في ذلك الأقمار الصناعية التابعة لناسا Swift وFermi، بالإضافة إلى INTEGRAL الذي تديره وكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
ووجد الخبراء أدلة على أن “اضطراب الغلاف الأيوني” خلق تباينا كبيرا في المجال الكهربائي في الطبقة الأيونوسفيرية العليا للأرض.
ويرتبط الحدث بـ GRB 221009A في 9 أكتوبر، ما يشير إلى أن انفجار أشعة غاما هو السبب.
وكتب علماء الفيزياء الفلكية في الماضي أن القوة المطلقة لـ GRBs يمكن أن تسبب أحداثا على مستوى الانقراض على الأرض، عن طريق “تعقيم” الكوكب.