شهدت الفترة الماضية تصريحات متعددة للهولندي إيريك تين هاج، مدرب مانشستر يونايتد، لاسيما منذ تجديد النادي عقده حتى صيف 2026.
لكن تلك التصريحات تخللتها بعض التناقضات الواضحة، حيث بدا تين هاج في حالة انفصام تام.
ففي التاسع من يوليو/ تموز الجاري، نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تصريحات للمدرب الهولندي، قال فيها: “أنا هنا لعامين آخرين، وقلت إنني جئت للفوز بالألقاب، ونجحنا بالفعل في قنص اثنين بعد 6 سنوات غابت فيها عن النادي”.
لكن تين هاج غير كلماته بعد نحو 11 يومًا فقط، خلال مقابلة مع صحيفة “ألخمين داخبلاد” الهولندية يوم 20 يوليو/ تموز الجاري.
وقال تين هاج حينها: “نريد أن يعود هذا النادي إلى ما كان عليه قبل أكثر من عقد من الزمن، إلى ناد يفوز بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال”، قبل أن يكذب تصريحه السابق بقوله “لكني أعتقد أننا بعيدون جدا عن ذلك”.
المثير أن مانشستر يونايتد كان في نظر تين هاج قادرًا على التتويج بلقب البريميرليج بعد سنواته العجاف، قبل أن يتغير الحال بعد أقل من أسبوعين إلى “نادٍ بعيد جدا عن الألقاب الكبرى”.
تاريخ من التناقضات
بمجرد بدء تين هاج مغامرته مع الشياطين الحمر في صيف 2022، أطلق تصريحات في شهر يوليو/ تموز أيضا، قال فيها: “أتطلع للعمل مع كريستيانو رونالدو، فهو ضمن خططنا، ونريد النجاح معا”.
الغريب أن ذلك التصريح تردد على لسان تين هاج مرارا في مستهل موسم 2022-2023، لكنه كان يعاكس تصرفاته على أرض الواقع، حيث أظهر عدم حاجته لأسطورة النادي بوضعه في أغلب المباريات على مقاعد البدلاء، في تصرف كان فريدا من نوعه.
ورأى كثيرون حينها، خاصة عشاق رونالدو، أن تصريحات المدرب الهولندي يشوبها النفاق، لأنها تأتي مغايرة للحقيقة والواقع الذي عاشه “الدون” آنذاك تحت إمرته.
وأدى ذلك في النهاية لفسخ عقد رونالدو مع النادي في منتصف الموسم بعدما اصطدم بالمدرب الهولندي، الذي أظهر عدم رغبته في الاعتماد عليه بصفة أساسية، رغم تأكيداته على أنه “ضمن خططه”.
وبعد ذلك، تعاقد النادي مع المهاجم الهولندي فوت فيجهورست، لتعويض رحيل رونالدو، ليكشف تين هاج حينها سبب جلبه لمواطنه إلى ملعب أولد ترافورد، وذلك في شهر يناير/ كانون ثان 2023.
وعلل تين هاج تلك الصفقة بقوله: “إنه هداف، ولاعب صندوق قادر على المشاركة في الهجمات المرتدة، ولقد رأيت الكثير من الأهداف التي سُجلت في البوندسليجا من المرتدات، وكان له دور فيها”.
الغريب أن تعامل تين هاج كان مختلفا تماما مع فيجهورست، الذي فشل في تسجيل أي هدف بالبريميرليج، بإصراره على إشراكه في 17 مباراة أغلبها في التشكيلة الأساسية، بعكس ما كان عليه مع رونالدو، الذي كان يضعه على مقاعد البدلاء كلما غابت أهدافه.
وفي ظل غياب فيجهورست المستمر عن التسجيل، اضطر تين هاج لتغيير تصريحه السابق الخاص بإشادته بقدرات اللاعب التهديفية، ليؤكد لاحقا أن الأهم بالنسبة له هو مساعدته لزملائه للظهور بمستوى أفضل.
وعند سؤاله عن سر الاعتماد عليه في التشكيلة الأساسية دائما، أجاب: “لأنه قادر على ذلك، ويتمتع بلياقة بدنية تؤهله لخوض الكثير من المباريات، والتعافي بشكل جيد”، وهو أمر يتسم رونالدو به، بشهادة كل مدربيه.
لكن مدرب اليونايتد وقع في فخ تناقض آخر في مارس/ آذار 2023، عندما أضاف سببا آخر لمشاركات فيجهورست المستمرة، بقوله: “هناك أيضا إصابة لأنتوني مارسيال، وهذا السبب الرئيسي في مشاركته في كل المباريات حتى نهايتها تقريبا”.
ويتمثل التناقض هنا في تجاهله لرونالدو قبلها، رغم إصابة مارسيال حينها في مستهل الموسم، وحاجة الفريق لخدمات “الدون”، إلا أن المدرب الهولندي قرر تجاهل هذه الحاجة الماسة، بإصراره على وضع البرتغالي على دكة البدلاء في غياب المهاجم الفرنسي، واللعب بدون رأس حربة.