عثر آثاريون أتراك على بقايا مسجد يُعتقد أنه بني في العصر العباسي في مدينة أنوارزا الأثرية، بمنطقة قوزان بولاية أدنة جنوب تركيا .
وقال رئيس فريق الآثاريين وأعمال الحفريات الأثرية الدكتور فاتح أرهان إن أنوارزا تُعد واحدة من أكبر المدن الأثرية في تركيا وان الحفريات الأثرية الجارية في المدينة القديمة بدأت في عام 2013، وأن أعمال التنقيب والحفر لازالت مستمرة بمشاركة 200 باحث وآثاري.
وأضاف أرهان أن المصادر الإسلامية والبيزنطية تشير إلى وجود مسجد كبير بناه الخليفة هارون الرشيد ما بين عامي 796-797 ميلادية، وأن المدينة كانت محاطة بأسوار في الفترة نفسها. كما تذكر المصادر أن المسجد كان كبيرا، وتعرض عام 962 للتدمير والحرق بعد أن شهد مذبحة مروّعة، قام بها امبراطور الروم نقفور فوكاس .
واشار أرهان إلى وجود بقايا أثرية تتعلق بالمجزرة التي نفذها نقفور فوكاس، والتي ورد ذكرها في المصادر البيزنطية والإسلامية على حد سواء انتقاما لمافعل بهم هارون الرشيد حيث تذكر المصادر التاريخية ان الإمبراطور البيزنطي نقفور الأول بعث برسالةً مليئة بالاستهزاء إلى الخليفة هارون الرشيد مُطالبًا إياه بإعادة الأموال التي دفعتها الإمبراطورة السَّابقة،
فغضب الرَّشيد، وتوعَّده بما سيراه لا ما سيسمعه، فقاد جيشًا كبيرًا في سنة 190 هـ / 806 م، وتوغَّل في آسيا الصُّغرى التابعة للرُّوم، ففتح هِرَقلة ودخل الطوانة، ليسارع نقفور في طلب الصلح، ودفع الجزية عنه وعن أولاده وشعبه، وتعتبر هذه الحملة كفيلة بتهدئة الجبهة مع الرُّوم عشرين عامًا قادمة. تمكَّن الرَّشيد من فرض سُلطته في كل مكان من أنحاء دولة الخلافة، حتى قال مقولته الشَّهيرة حينما رأى السَّحاب فوقَه ” اذهبي حيثُ شئتِ يأتني خراجك” ، لتبلغ الخلافة العبَّاسيَّة في عهده ذروة مراحل قُوتها.
وأكد رئيس فريق الحفريات الأثرية أنهم حددوا تقريبا تصميم المسجد بناءً على المعطيات المتاحة التي حصلوا عليها من خلال أعمال المسح التي أجروها على سطح الأرض.
وأوضح أرهان أن تصميم المسجد يشبه تصميم المسجد الأموي في دمشق، وهو عادةً مستطيل الشكل ويتجه نحو الجنوب والقبلة، ويحتوي على مساحة مخصصة للعبادة مغلقة من الجنوب والشمال ومزينة بأروقة ./انتهى