لم يكن أشد عشاق باير ليفركوزن تفاؤلًا ينتظر أن يتوج فريقه بلقبه البوندسليجا الموسم الماضي، إلا أن المدرب الإسباني تشابي ألونسو نجح في قيادة مجموعة من الأسماء المغمورة من اللاعبين لتحقيق المعجزة والتتويج بلقب الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخ النادي، ولم يكتف بذلك بل توج أيضًا بكأس ألمانيا ليحقق الثنائية المحلية.
وترقب الجميع ما سيحققه ليفركوزن بعد ذلك الموسم التاريخي، ليجد حامل اللقب نفسه في المركز الثاني حاليًا في الدوري الألماني بعد مرور 19 جولة وبفارق 6 نقاط عن المتصدر بايرن ميونخ.
ويأتي ذلك بعدما تراجعت نتائج ومستويات باير ليفركوزن بالمقارنة بما كان يقدمه الموسم الماضي للعديد من الأسباب كما نوضح في السطور التالية..
تاه..والأزمة الدفاعية
لعب جوناثان تاه دورًا بارزًا في التتويج التاريخي لباير ليفركوزن بالثنائية المحلية الموسم الماضي، وارتبط اسمه بشدة بالرحيل عن الفريق خلال الصيف الماضي، وكان قريبًا بالفعل من الانتقال إلى بايرن ميونخ إلا أن ليفركوزن عرقل المفاوضات ورفض رحيله.
ويأتي ذلك في الوقت الذي ينتهي فيه عقد تاه الصيف المقبل، ليقرر المدافع الألماني عدم تجديد تعاقده والرحيل بالمجان عن الفريق بنهاية الموسم الجاري، وارتبط اسمه مؤخرًا أيضًا بالانتقال إلى برشلونة.
ومع حالة عدم الاستقرار لأهم لاعبي خط الدفاع، عانى الفريق من أزمات دفاعية عديدة هذا الموسم، وخرج المدرب تشابي ألونسو عقب نهاية مسيرة الفريق الخالية من الهزائم في البوندسليجا عند 35 مباراة بالخسارة أمام لايبزيج (2-3) مطالبًا فريقه بضرورة الدفاع كوحدة واحدة.
وبعد التعادل (2-2) أمام فيردر بريمن خرج متوسط ميدان الفريق جرانيت تشاكا معربًا عن غضبه مشيرًا إلى أن معدل استقبال هدفين في كل مباراة لن يمكن الفريق من الفوز بالمباريات في هذا المستوى، معربًا عن قلقه من طريقة استقبال فريقه للأهداف.
ولمعرفة حجم معاناة ليفركوزن الدفاعية، يكفي معرفة أنه استقبل في البوندسليجا 24 هدفًا طوال الموسم الماضي، بينما استقبل 26 هدفًا هذا الموسم بعد مرور 19 جولة، وبالتالي كان عدم استقرار تاه سببًا في تذبذب المستوى الدفاعي الذي أثر بشكل واضح على نتائج الفريق.
انهيار هجومي
من أبرز الأسلحة التي اعتمد عليها ليفركوزن الموسم الماضي الجناحين أليخاندرو جريمالدو وجيرمي فريمبونج، واللذين تراجع مردودهما الهجومي بشكل واضح هذا الموسم.
ففريمبونج لم يسجل سوى هدفين وصنع 5 آخرين في البوندسليجا، وفي الموسم الماضي بعد مرور 19 جولة كان قد سجل 5 أهداف وصنع 7 أهداف، أما جريمالدو فسجل هدفين وصنع 4 آخرين في الدوري هذا الموسم، وفي نفس تلك المرحلة من الموسم الماضي كان رصيده تسجيل 7 أهداف وصناعة 9 آخرين.
وبالتالي كان ليفركوزن يتمتع بتنوع الأسلحة الهجومية القادرة على حسم المباريات له، وتقلصت تلك الأسلحة هذا الموسم وبات الاعتماد الأكبر على أهداف باتريك شيك وإبداع فلوريان فيرتز.
فيروس الإصابات
عانى ليفركوزن من الإصابات القوية التي ضربت لاعبيه هذا الموسم، فالمغربي أمين عدلي يعاني من كسر في الشظية ويغيب عن الملاعب منذ شهر أكتوبر الماضي.
كما تعرض المدافه جيانويل بيلوسيان لقطع في الرباط الصليبي في بداية شهر يناير الجاري، وكذلك الحال لمارتن تيرير الذي تعرض لإصابة في وتر أكيليس هذا الشهر وسيغيب بسببها لفترة طويلة.
ويغيب هداف الفريق النيجيري فيكتور بونيفاس منذ الجولة العاشرة بسبب الإصابة في العضلة الخلفية، وبالتالي لم يتمكن ألونسو من التعويل على قوته الضاربة هذا الموسم.
صفقات غير مجدية
لم تقدم الصفقات التي أبرمها باير ليفركوزن إضافة بارزة، وظل الاعتماد الأبرز على نجوم الفريق من الموسم الماضي، وتعاقد ليفركوزن مع المهاجم مارتن تيرير من صفوف رين، ولم يسجل في البوندسليجا سوى هدفين وصنع هدفا واحدا في 15 مباراة.
كما تعاقد ليفركوزن مع نوردي موكيلي على سبيل الإعارة من باريس سان جيرمان، ولم تكن إسهاماته بارزة مكتفيًا بالمشاركة في 394 دقيقة في البوندسليجا، وكذلك الحال مع المدافع الآخر بيلوسيان الذي تم ضمه من صفوف رين ولم يشارك سوى في 66 دقيقة في الدوري الألماني.
وكانت أكثر الصفقات التي عول عليها ليفركوزن هذا الموسم هو الإسباني أليكس جارسيا القادم من جيرونا، والذي شارك في 16 مباراة في البوندسليجا، ومع ذلك لم يسجل سوى هدفا واحدا وصنع هدفين.
قوة دوري الأبطال
يمثل دوري أبطال أوروبا عبئا إضافي على ليفركوزن هذا الموسم، فمع سعيه للاحتفاظ بلقبه في البوندسليجا، يتوجب عليه خوض مباريات من العيار الثقيل في دوري الأبطال، من شأنها أن ترهق لاعبي الفريق بدنيًا وذهنيًا مثل مواجهته لليفربول وميلان وإنتر، ولا يزال أمامه مباريات أخرى بعد ضمانه التأهل للدور التالي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كان يشارك فيه في الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، وبالتالي كان يخوض مباريات أقل بكثير من حيث القوة، وكان من السهل عليه تدوير التشكيل والتركيز بشكل أكبر على الدوري الألماني.