مورينيو وسر العداوة مع الرجل السمين

المكان: ليفربول – إنجلترا

المشهد الأول - مارس/ أذار 2004

اجتماع مجلس إدارة نادي ليفربول لمناقشة وضع الفريق المخيب للآمال مع اقتراب موسم 2003-2004 على نهايته، بينما يصارع الفريق من أجل التواجد بين الـ4 الكبار في الدوري الإنجليزي، لضمان التأهل إلى دوري الأبطال.

مناقشات حادة وسط اعتراض أغلبية المجلس على استمرار المدرب الفرنسي جيرارد أولييه في منصبه، بعدما ساءت أحوال الفريق، رغم نجاحاته السابقة وتتويجه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001.

أسماء عديدة طُرحت على طاولة الاجتماعات، لكن أبرزها البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب بورتو، والإسباني رافائيل بينيتيز، المدير الفني لفريق فالنسيا.

المنحازون لخيار مورينيو يرون فيه المدرب الأنسب للفريق، لا سيما بعدما أطاح قبل أيام معدودة بالغريم مانشستر يونايتد من ثمن نهائي دوري الأبطال في قلب ملعب أولد ترافورد.

أما المفضلون لخيار بينيتيز، فيرون أن المدرب الذي ينجح مع فريق بحجم فالنسيا، في اقتناص لقب الليجا من أنياب جلاكتيكوس ريال مدريد ونجوم برشلونة، ليس بالرجل الهين، لا سيما وأنه في طريقه للتتويج باللقب مجددًا في ظل منافسته بقوة عليه هذا الموسم.

المشهد الثاني – أبريل/ نيسان 2004

اتفق الجميع في نهاية الاجتماع على ضرورة فتح خطوط الاتصال مع كلا المدربين، للتعرف عليهما عن قرب ومحاولة فهم طبيعة شخصيتيهما وأفكارهما بشأن تطوير ليفربول.

الاتصالات بدأت بالفعل مع الثنائي، وأبدى كل منهما ترحيبًا شديدًا بعرض ليفربول، بينما ينجح مورينيو في ذات الفترة في تجاوز عقبة ليون الفرنسي والتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، أما رافا فبات على بُعد خطوات من لقب الليجا الثاني مع الخفافيش خلال 3 سنوات فقط.

مورينيو لم يخف سرًا وأفصح عن تلقيه عرضين إنجليزيين، ليخرج بتصريحات صحفية، قائلًا "ليفربول فريق يثير اهتمام الجميع، عكس تشيلسي الذي لا يجذبني كثيرًا، لأن مشروعه مبني على الأموال الطائلة".

المدرب البرتغالي واصل حديثه الصحفي بقوله "أعتقد أن مشروع تشيلسي قد يُدمر إذا فشل النادي في الفوز بأي شيء.. حينها سيتراجع مالكه رومان أبراموفيتش وسيأخذ أمواله ويرحل، وبالطبع الأموال مهمة لأي مدرب لضمان جلب لاعبين ذوي جودة عالية، لكنك لا تضمن بها النجاح أبدًا".

بعد فترة من المحادثات بين مورينيو وإدارة ليفربول، تلقى المدرب البرتغالي اتصالًا من جانب ريك باري، المدير التنفيذي للنادي، قال فيه "يتحتم عليك الانتظار لمدة 15 يومًا، لأن أولييه لا يزال في منصب المدير الفني".

المشهد الثالث – مايو/ أيار 2004
بينيتيز يبدو أنه على مقربة من وضع يده مرة ثانية على كأس الليجا، وإدارة ليفربول تزداد إعجابًا بقاهر جيل الجلاكتيكوس، والمتوج لتوه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي على حساب مارسيليا الفرنسي.

على الجانب الآخر، يبدو مورينيو في طريقه خلال أيام نحو اللقب الكبير، بقيادة بورتو لقنص ذات الأذنين، بعدما ضرب موعدًا في نهائي دوري الأبطال مع موناكو الفرنسي.

إدارة ليفربول درست ملف المدربين واستقرت في النهاية على المدرب الأكثر هدوءًا –رافا بينيتيز- لتصرف النظر عن الرجل الذي قاب قوسين أو أدنى من لقب دوري الأبطال.

أيام قليلة مرت وتوج بورتو بالفعل باللقب الأوروبي الكبير تحت قيادة مورينيو، لكن إدارة ليفربول حسمت أمرها واستقرت على بينيتيز، ليتلقى البرتغالي الشاب صفعة مفاجئة بعد الاتفاق الذي تم قبل أسابيع قليلة.

المشهد الرابع – يونيو/ حزيران 2004

مورينيو يقرر قبول مغامرة تشيلسي التي أبدى تخوفه منها قبل فترة قصيرة، بعدما أبلغته إدارة ليفربول بعدم إمكانية التوقيع معه في الوقت الحالي، ليعلن النادي اللندني في الثاني من يونيو/ حزيران التعاقد معه لمدة 3 سنوات.

وبعد أسبوعين، وبالتحديد يوم 16 يونيو/ حزيران، أعلن ليفربول تولي بينيتيز تدريب الفريق عقب رحيل الفرنسي أولييه بنهاية الشهر السابق.

مشاهد متفرقة

مورينيو يتفوق على بينيتيز في كافة المباريات المحلية التي خاضها تشيلسي ضد ليفربول في موسم 2004-2005، لكن المدرب الإسباني يطيح بالبرتغالي خارج دوري الأبطال بإقصائه من نصف النهائي، ليمضي في طريقه ويتوج باللقب في أول مواسمه.

بينيتيز يعود لإقصاء كتيبة مورينيو من نصف نهائي دوري الأبطال في موسم 2006-2007، ليتأهل للمباراة النهائية قبل الخسارة أمام ميلان.

صراعات وتصريحات وانتقادات متبادلة بين مورينيو وبينيتيز خلال المؤتمرات الصحفية على مدار 3 سنوات بين عامي 2004 و2007.

مورينيو -مدرب ريال مدريد- يلتقي بلاعبه السابق في إنتر ميلان –مايكون- ليتبادلا أطراف الحديث، قبل أن يسخر من قرب تولي رافا تدريب تشيلسي، لينعته بالرجل السمين، في مقطع مصور بالفيديو.

مورينيو يقلل من أهمية لقب الدوري الأوروبي بعدما قاد بينيتيز فريق تشيلسي للفوز به خلال فترة توليه تدريب الفريق مؤقتًا عام 2013.

سنوات مرت والعداوة تزداد بين الطرفين، ولم ينس مورينيو يومًا تفضيل ليفربول لرافا عليه، ليصبح الأخير عدوه الأبدي حتى الآن.

Facebook Comments

Comments are closed.