تلقيح أكثر من مليون طفل عراقي في المحافظات الأكثر خطورة ضد شلل الأطفال

 اعلنت منظمة يونسيف التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، بدء السلطات الصحية العراقية بشراكة مع الصحة العالمية حملة جماعية للتلقيح ضد شلل الأطفال استهدفت أكثر من 1.9 مليون طفل دون سن الخامسة.

وذكرت المنظمة في بيان، انه سيتم تنفيذ الحملة في مواقع مختلفة من كافة أنحاء العراق، على الرغم من تفشي جائحة كورونا التي لا تزال مستمرة، والتي أدت، كما هو الحال مع حالات تفشي الأمراض السابقة وحالات الطوارئ الإنسانية، إلى عرقلة الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك خدمات التلقيح والتحصين الروتيني.
وتعدّ هذه الحملة بالغة الأهمية لأن فترات الانقطاع والتوقف في  برامج التطعيم، مهما كانت قصيرة الأمد، قد تترك مجموعات من الأطفال غير محميين، مما يزيد من احتمالية تفشي الأمراض التي يمكن تجنبها والوقاية منها باللقاحات، مثل شلل الأطفال والحصبة.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل، إن تعقيدات ضمان بقاء الأطفال في العراق في منأى من الأمراض التي يمكن تجنبها والوقاية منها باللقاحات، والاستجابة في نفس الوقت لمتطلبات جائحة كورونا لأمر جسيم، ولكن لا بد لنا من مواصلة بذل كل ما في وسعنا لحماية الأطفال من المعاناة، ومن الوفيات نتيجة الاصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها وتجنبها. كما أن منظمة الصحة العالمية وشركائها ما زالوا يعملون على تجاوز تحديات جائحة كورونا، من خلال ضمان مواصلة جهود التلقيح ضد الأمراض التي تهدد الطفولة مثل شلل الأطفال.
وأضاف، انه سيتم تقديم لقاح شلل الأطفال الفموي بكل أمان عبر الفرق الجوالة من بيت لبيت، وفي نقاط ثابتة أيضا في المؤسسات الصحية لضمان وصولنا إلى جميع الأطفال ممن هم دون الخامسة من العمر، بغض النظر عن حالة التلقيح السابقة لديهم.نريد أن نتأكد من أن طفلا واحدا لم يُنسى أو يترك وراء الركب، بغض النظر عن مكان وجوده.
كما دعمت منظمة الصحة العالمية، الى إعداد خطط صغيرة لتوجيه عمل فرق التلقيح يوما بيوم، كما حشدت ودربت 862 مشرفا، وأكثر من 4294 فردا يقوم بالتلقيح لتنفيذ الحملة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم منظمة الصحة العالمية أيضا بدفع كافة تكاليف التلقيح بما في ذلك أجور النقل وغيرها من الحوافز الأخرى لضمان الوصول إلى جميع الأطفال.
وتابعت اليونسيف، انه من أجل ضمان اتخاذ الاحاطات اللازمة للحفاظ على الوقاية من الاصابة بفايروس كورونا  والسيطرة عليها (IPC) أثناء الحملة، قامت بتدريب جميع القائمين بحملة التلقيح على مهارات الوقاية والسيطرة، وزودت العديد منهم بمعدات الحماية الشخصية من أجل ضمان سلامتهم وسلامة المجتمعات المستهدفة.
كما تبرّعت، إضافة إلى ذلك، بكامل مخزون لقاحات شلل الأطفال لأجل الحملة، ووفّرت المعدات اللازمة للحفاظ على جرعات اللقاح في درجة الحرارة الملائمة، من أجل ضمان فعاليتها، كما أعدت مواد تعليمية وتثقيفية مثل مقاطع الفيديو والملصقات التوعوية، لزيادة الوعي بشأن أهمية التحصين، وتشجيع مقدمي الرعاية على تلقيح الأطفال.
كما قامت اليونيسف، بتدريب 400 متطوعا من المجتمع المحلي لزيادة الوعي وتتبع الشائعات والتصدي للمعلومات المضللة، ودحضها بمعلومات دقيقة حول اللقاح وفوائده.
من جانبها وأوضحت حميدة لاسيكو، ممثلة اليونيسف في العراق، انه بالتعاون مع شركائنا في الحكومة ، نتحمل مسؤولية التأكد من انخراط المجتمعات واشراكهم، والتأكد من أنهم يدركون أن اللقاحات هي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة، أي الأوفر، والأكثر أمانًا لحماية الأطفال من أمراض عدّة، وضمان تحشيدهم للمشاركة في برامج تقديم اللقاحات. إذ أن كل طفل يولد له الحق في حياة صحية.
واشارت اليونسيف، الى ان الحملة التي تستمر خمسة أيام تستهدف الأطفال في 46 قضاءً في ست عشرة محافظة من محافظات العراق، بما في ذلك بغداد (بغداد-الرصافة وبغداد-الكرخ) وبابل والأنبار ودهوك وأربيل وكربلاء وكركوك وميسان والمثنى وذي قار والنجف ونينوى وصلاح الدين والسليمانية وواسط والبصرة.
وقد تم اختيار مواقع تنفيذ الحملة بناءً على المخاطر الصحية للأطفال في كل واحد منها، وكذلك بناءً على مؤشرات مراقبة شلل الأطفال، وملفات تحصين الأطفال، والثغرات الموجودة.
كما شملت العوامل الأخرى التي تم أخذها بالحسبان أعداد السكان في كل موقع، والجغرافية، والمخاطر البيئية.
واكدت اليونيسف ، حرصها على دعم حقوق كل طفل ورفاهيته في كل شيء نقوم به. نعمل، بالتعاون مع شركائنا، في 190 دولة وإقليما، لكي نترجم هذا الالتزام إلى افعال عملية واقعية، مع تركيز جهودنا بشكل خاص على الوصول إلى الأطفال الذين ينتمون إلى الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة واقصاءً، من أجل جميع الأطفال، وفي كل مكان.

Facebook Comments

Comments are closed.