الصحة العالمية: كورونا باقية معنا للابد

العالم قبل 2020، ليس كما بعده، مقولة باتت شبه مؤكدة اليوم بعد تصريح لمنظمة الصحة العالمية، وصف بـ"المتشائم"،حيث أكد الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفياليوم، أن هذا الفيروس موجود "ليبقى معنا" وسيتطور مثل فيروسات الإنفلونزا الجائحة، كما سوف يتطور ليصبحأحد الفيروسات الأخرى التي تؤثر علينا".

تصريحات تبدد الآمال

تأكيدات تؤيد ما ذهبت إليه دراسات سابقة منذ انتشار متحورات الفيروس التاجي، إلا أن إعلان "الصحة العالمية" حطمآمال الكثيرين، بعد ثورة علمية ومعاناة اقتصادية طويلة تكبدها جميع سكان العالم، وتلقف رواد التواصل الاجتماعيالخبر، الذي أصبح عنواناً بارزاً على وكالات الإعلام العالمي، اعتبروا تلك "التصريحات" بمثابة صدمة بين أوساطمجتمع الباحثين والعلماء، وكذلك الحكومات التي تمكنت من إعطاء اللقاح لمعظم سكانها.

قتل 4 ملايين شخص وسيتوطن

واعتبر د.عادل سعيد سجواني، استشاري طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي بدبي، أن تصريح منظمة الصحةالعالمية، هو تأكيد "متأخر" ذلك أن العلماء والباحثين أكدوا منذ نحو عام، أن التخلص من الفيروس التاجي "أمر غيروارد"، معتبرين أن فرص حدوث طفرات وتحورات ممكنة، لذلك لم يكن الهدف التخلص من كوفيد19 إلى الأبد، بل إن الغايةالمتوقعة تكمن في تحويله من فيروس يقتل 4 ملايين شخص في العام الواحد، إلى "فيروس متوطن" يسكن بين الناسبشكل طبيعي يؤدي إلى إصابات بسيطة تسبب التهابات خفيفة دون أن تشكل أي خطورة على الحياة، وهذا أمر ممكنمع تكثيف حملات التطعيم وتوفير اللقاحات لكل الناس.

حديث قديم تم حسمه

وطمأن د.عادل الناس، إزاء تصريحات الصحة العالمية، وقال إنها لا تدعو للخوف بالمطلق، ووصفها ب"حديث قديم"،مشيراً بأن مستقبل الفيروس تم حسمه من قبل العلماء منذ بدايات انتشاره في العام 2020، ويكرر أن الهدف منذ البدايةهو إضعاف الفيروس ليصبح بعد سنوات "إنفلونزا موسمية".

ولفت د.عادل إلى أنه قبل كورونا، في العام 2019 كان فيروس الإنفلونزا يقتل نحو 60 ألف شخص سنوياً في أمريكا فقط،لكن هذا الرقم تناقص بشكل ملحوظ في كنف الجائحة، خاصة في عدد الوفيات نتيجة التزام الناس بالتباعد الجسديوارتداء الكمامات، مع ذلك فإن مرض الانفلونزا لا يزال عدوى موسمية متطورة، ومنتشرة في مجتمعات العالم كافة، علىالرغم من توفر تطعيمات وعلاجات ناجعة لها، وهذا ما ينطبق على فيروس كورونا أيضاً.

25 % فقط حصلوا على اللقاح

وذكر د. عادل أن نحو 25% فقط من سكان العالم حاصلين على اللقاح، ولا تزال أغلب الدول تحاول توفيره بصعوبةلشعوبها، وهذا ما يؤشر على تكاثر الفيروس، مما يعطي فرصاً لحدوث متحورات جديدة، ويؤشر بوجود خطر علىحياة الكثيرين. منوهاً: "عندما يتم تطعيم نسبة عالية من الناس عالمياً، وضرورة توجه الدولة الغنية لمساعدة الدولالفقيرة في توفيره، لا بد من الاعتماد على الكمامات لفترة قد تطول، إلى أن يتم تطعيم جزء كبير من المجتمعات لأن العالممفتوح على بعضه مع حركة الطيران، ولا يمكن أن يكون أحد بمعزل عن الإصابة به".

انخفاض الوفيات مرهون بالتطعيم

وأضاف: "من الواضح أن حدة الفيروس في تزايد مستمر خاصة مع المتحور دلتا، الذي بدا وكأنه فيروس جديد يختلفعن كورونا ووهان وغيره، وهذا ما يرجح ارتفاع نسبة الوفيات عالمياً، ولذلك لابد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية التيفرضتها الحكومات لتحصين مجتمعاتها من مؤشرات الخطر".

وحسب د.سجواني فإن الدول التي تمتلك نسبا عالية من الحاصلين على اللقاح، قد تزيد فيها عدد الإصابات مع عددقليل جداً من الوفيات، ولابد للحكومات حول العالم أن تبذل جهداً مضاعفاً في زيادة عدد اللقاحات وتكثيف حملاتالتطعيم والتشديد عليها لتضمن حماية شعوبها، الأمر الذي سيجعل الإصابة بالفيروس تنخفض بشكل كبير فيمعدلات الخطر المؤدية للوفاة.

تغطية المتحورات الجديدة

وعلّق د.سجواني على تصريح الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية،قائلاً: "د.رايان، قال بشكل واضح إن الفيروس التاجي سيبقى يتطور في الدول التي لم تأخذ اللقاح بعد، وتابعد.سجواني: "اللقاح هو الحل لإضعاف الفيروس ليصبح في المستقبل مرضاً عادياً مثل نزلات البرد، وإن كوفيد 19 ومتحوراته المحتملة لن تختفي دون تكثيف حملات اللقاحات لتشمل معظم سكان العالم، كونها أثبتت فاعليتها فيتخفيف الإصابات الشديدة، ونسبة عدد الحالات في طوارئ المستشفيات وكذلك ساهمت في تقليل عدد الوفيات خاصةمع المتحورات الحالية، وأكمل: "مطلوب من مصانع اللقاحات والمجتمعات العلمية في العالم تطوير اللقاحات لتغطيةكافة المتحورات الحالية والمحتملة.

يصيب الأطفال في عمر 3 سنوات

في ذات السياق، توقع باحثون أميركيون أن الفيروس سيتحول إلى نزلة برد عابرة، وينتقل إلى قائمة الأمراض المعديةالتي تعرف بالأمراض المتوطنة، لكن مع أعراض أخف ضرراً، توطن فيروس كورونا بين البشر وفق باحثين أميركيين لنيشكل خطراً في عالم الأوبئة، وسيصبح مجرد مرض عابر خاصة في مراحل عمرية معينة.

ووفق ما جاء في موقع "هايل براكسيس" الطبي الألماني، فإن فريق الباحثين الأميركيين درسوا تطور فيروس كورونا فيغضون عشر سنوات، معتقدين أنه سينتقل من وباء إلى مرض متوطن ويظل عند مستوى ثابت من العدوى بين السكان. توقع الباحثون أن تصيب عدوى كوفيد19 في المستقبل الأطفال في مرحلة مبكرة بين 3 إلى 5 سنوات، بإصابات خفيفة،مؤكدين أن هذه العدوى ستكون بمثابة مناعة تحميهم من الأمراض. كما يفترض الباحثون أن معدل الوفيات بفيروسكورونا سيكون أقل من معدل الأنفلونزا الموسمية على المدى الطويل، أي أقل من 0.1 بالمئة.

Facebook Comments

Comments are closed.