كشفت ابنة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس، مساء أمس السبت، أسرار عن حياة والدها، وذلك في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
وقالت منار جعفر آل إبراهيم، في أول حوار لها وذلك مع قناة “الميادين”، إن “حياة والدها، جمال جعفر، وهو اسمه الحقيقي، كانت مليئة بالمحطات والأزمات والإنجازات، إلا أن سمتها الأساسية هي الثبات على طريق الحق”.
وذكرت ابنة الشهيد المهندس أن والدها كان يردد دائماً أنه “لا يترك قاسم سليماني بين الذئاب، خاصة بوجود السفارة الأمريكية، بل هي قاعدة عسكرية، ومركز علميات ومركز تخطيط للاغتيال”.
ورأت منار أنه “لولا وجود الشهيد سليماني ولولا السلاح والدعم الاستشاري الإيراني، ووجود مستشارين لبنانيين لما بقيت دولة عراقية”، مشددة على أن “العلاقة الروحانية بين الشهيدين تطوّرت خلال السنين، ووصلت إلى ذروتها مع هذه الشهادة”.
وروت منار للميادين كيف وصل خبر مقتل والدها للعائلة، وقالت إنه “في تلك الليلة لم نستطع النوم، وكنت أنا أصررت على الجميع أن نطفئ التلفزيون ونخلد إلى النوم، لكن أختي الصغيرة كانت قلقة جداً ولم تنم للصباح”.
وأضافت: “جلست وانتظرت أذان الصبح، وكنت جالسة على سجادة الصلاة، فرأيت إشعارات متعددة من تطبيقات إخبارية على هاتفي، أحدها تطبيق الميادين، مكتوب عليها أبو مهدي كذا، سليماني كذا”.
وتابعت: “تحديداً على تطبيق الميادين، عندما قرأت العنوان قلت لنفسي ربّما أنا مرتبكة، لأدخل إلى الخبر.. وكانت هذه الصورة الثنائية المعروفة موجودة على الصفحة، وقرأت نبأ الاستشهاد وتأكدت من ذلك لأن والدنا عادة يتصل بنا عند حدوث أي شئ ليطمئننا، لكن في هذه الليلة لم يتصل”.
وأكدت منار، أن والدها “كان يتوقع استشهاده في كل لحظة، كما أن عائلته كانت تتوقع استشهاده خاصة خلال الأحداث الأخيرة في المنطقة والعراق تحديداً، إذ كانت السهام الأساسية موجهة على الحشد الشعبي خاصة بعد فتح معبر القائم والبوكمال”.
وأوضحت للميادين، أن “المقرّات التي استُهدفَت أثناء الاحتجاجات كانت للحشد”، معتبرةً أن “كل هذه الهيبة والمكانة التي اكتسبها العراق بعد الانتصار على داعش في المنطقة وهذه الاستقلالية وتشكيل الدولة، تعرقل بسبب الاحتجاجات التي كان يُردد فيها نفس العبارات التي يستخدمها الأمريكيون”.
وقالت ابنه المهندس، إنه “كانت هناك محاولات لخلق حرب أهلية داخل العراق، لكن كل ذلك كان عملية مدروسة وفشلت، وبحسب دراستنا للموضوع، بحسب قراءاتنا لغرف الفكر الأمريكية والإسرائيلية التي تُنشَر وليست شيء سرّي، أنّ كل المحاولات فشلت ولم يبقَ أي طريق، وفي النهاية حصلت محاولة الاغتيال هذه.. لذا كنا نشعر أن حياة والدنا مهددة”.
ولفتت منار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لحظة الإعلان عن عملية الاغتيال كان يصعب عليه التنفس، مؤكدة أن “عملية الاغتيال كانت أكبر من ترامب كرئيس أمريكا، ولم يكن مختلفاً عن الذي قبله، وكل السياسات الأمريكية كانت متكاملة بحقّ شعوب الشرق الأوسط”.