استعدادات غير مسبوقة للإحتفال بمئوية الجيش العراقي غداً

 يستعد العراق لإحياء الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي غداً الأربعاء، فيما اتخذت الأجهزة الأمنية المسؤولة كامل الاستعدادات اللوجيستية للاحتفاء بتأسيس أول فوج من الجيش العراقي بقيادة جعفر العسكري، حمل اسم {فوج موسى الكاظم عليه السلام}، في 6 يناير كانون الثاني 1921 وهي عطلة رسمية في البلاد.

وتحولت ساحة الاحتفالات الكبرى الواقعة داخل المنطقة الخضراء إلى ثكنة عسكرية تضم كل أنواع وصنوف الجيش العراقي الجوية والبرية والبحرية.
كما تجوب طائرات القوة الجوية العراقية سماء بغداد استعداداً للعرض العسكري الذي سيقام غداً، بحضور كبار المسؤولين العراقيين، يتقدمهم رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي.
ومن أبرز الآباء المؤسسين للجيش العراقي (نوري السعيد وجعفر العسكري وياسين الهاشمي وعبد المحسن السعدون وطه الهاشمي وحكمت سليمان وغيرهم).
في حين بدأ الجيش العراقي بفوج واحد، فإنه أصبح في ثمانينيات القرن الماضي أقوى جيش في المنطقة، وتم تصنيفه على أنه رابع أقوى جيوش العالم، وتجاوز تعداده المليون جندي، وضم 7 فيالق ومئات الطائرات والمدرعات الحديثة، فضلاً عن قوة بحرية وبرية.
ولكن وبعد ان قام النظام البائد باحتلال الكويت، فجر الثاني من أغسطس آب 1990، قلب كل التوازنات، لا سيما بعد الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية، ومعها 30 دولة، لإخراج العراق من الكويت عام 1991، ما أخرج الجيش العراقي من معادلة التأثير في موازين القوى بين جيوش المنطقة.
وبعد احتلال الولايات المتحدة الأميركية العراق، وإسقاط نظام صدام في التاسع من أبريل نيسان 2003، حطم القرار الذي اتخذه الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر بحل الجيش آخر معاقل القوة التي كان يتمتع بها الجيش العراقي.
ورغم ذلك فقد سجل الجيش انتصاراً كبيراً ضد الارهاب وعصابات داعش أواخر عام 2017، بعد أن كانت قد احتل خلال شهر يونيو (حزيران) عام 2014 نحو 3 محافظات، تشكل 40 في المائة من مساحة العراق.
ويقول خبراء عسكريون عراقيون إنه “بعد مرور مائة عام على تأسيس الجيش العراقي، فإن المؤسسة العسكرية العراقية لا تزال تحظى بثقة الشعب العراقي، حيث قدم الجيش مزيداً من التضحيات دفاعاً عن أمن واستقرار العراق، داخلياً وخارجياً”.
وأضافوا أن “الجيش العراقي اليوم يعاني من عدد من المعاول التي تعيق عمله، ويمكن تقسيمها إلى: معاول عملياتية، وأخرى تنظيمية”، مشيراً إلى أن “المعاول العملياتية تتمثل في أهمية إعادة النظر بدراسة وتقييم ساحة العمليات العسكرية، وغيرها من تلك التي تتعلق بانفتاح القطعات العسكرية في ساحات العمليات، أما المعاول التنظيمية، فتتمثل في الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة العراقية، وما يترتب عليه على صعيد القيادة والسيطرة التي تعاني منها المؤسسة العسكرية العراقية”.
ولفتوا إلى “عدم وجود قيادة عليا للقوات المسلحة تتمتع بصلاحيات قانونية وتشريعية تمكن القائد العام للقوات المسلحة من السيطرة على كل حملة السلاح المنفلت في عموم العراق، بما يؤمن للجيش مواجهة كل التحديات، حيث لا بد من إعادة النظر بذلك”.
وبشأن المعارك التي خاضها الجيش العراقي على صعيد محاربة الإرهاب، قال الخبراء إن “الجيش العراقي نجح نجاحاً كبيراً في مواجهة الإرهاب، حيث خاض معارك فريدة من نوعها، وهي من معارك الجيل الرابع التي لم يخضها أي من الجيوش بعد، وبالتالي باتت تجربة الجيش العراقي في خوض هذا النوع من القتال يشار لها بالبنان، وباتت تدرس في الكليات والمعاهد العالمية نظراً لما تحتويه من ميزات، حيث إنه خاض حروباً مع قوى ظلامية وقوات غير منظورة، وهو مما يصعب القيام به”.
ومن جهته، أكد الخبير بالشؤون الأمنية معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه “من الواضح أن قدرات الجيش العراقي قد تطورت عدداً وتسليحاً منذ عام 2003 إلى اليوم، وكذلك تدريب المقاتلين على عمليات نوعية لمحاربة الإرهاب واسترداد الأرض، وهو يعد في الواقع إنجازاً كبيراً جداً للجيش العراقي”.
وأضاف محيي الدين أن “عمليات الجيش العراقي انفتحت على مساحات واسعة من الأرض العراقية، وبالتالي فإن هناك كثيراً من المشكلات لا تزال تواجه الجيش، مثل مشكلة القرى والأرياف التي يمكن أن يعيش فيها الإرهاب، حيث تعطل في كثير من الأحيان قوات الجيش النظامية عن الوصول إليها ، لا سيما أن قوى الإرهاب كثيراً ما ترتكب جرائم بحق المواطنين، دون أن تكون هناك قدرة على مواجهتها”.
وأوضح أن “هناك مسألة مهمة أخرى، وهي أن حدودنا المشتركة مع كثير من دول الجوار، خصوصاً سوريا، لا تزال فيها ثغرات، ولا يزال داعش الإرهابي قادراً على التسلل عبرها من وإلى داخل العراق”.
وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي قال في تصريح سابق لوكالة {الفرات نيوز} انه “سيقام استعراض عسكري بعيد الجيش في ساحة الاحتفالات ببغداد خاصة وانه يحتفل بمرور قرن على تأسيسه” مشيراً الى ان “الاحتفال سيشهد حضوراً رفيع المستوى بدءاً بالقائد العام للقوات المسلحة {مصطفى الكاظمي}”.
ولفت الخفاجي الى ان “الاحتفال سيراعى فيه التباعد وارتداء الكمام وغيرها من الاجراءات الوقائية بسبب جائحة كورونا” مضيفا “كما ستكون هناك ترفيعات بالمناسبة لصنوف الجيش”.

مقالات ذات صلة