الصحة تتحدث عن إجراءات شهر رمضان: الحظر الشامل وارد.. نراقب الموقف اليومي

كشفت وزارة الصحة، الخميس، عن امكانية اتخاذ إجراءات جديدة خلال شهر رمضان، فيما أعلنت وضع خطة للتلقيح ضد فيروس كورونا تشمل جميع الموظفين والمسافرين.

وقال وزير الصحة حسن التميمي في تصريح للوكالة الرسمية، إن “من يلاحظ الموقف الوبائي اليوم ويراجع بيانات وزارة الصحة منذ منتصف عام 2020، تتبين له خطورة الموجة الثانية وصعوبة الموقف”، مبيناً أن “الوزارة حذرت من أن هذه موجة شديدة التي من الممكن ان تصيب الاطفال والشباب وكبار السن وهي اخطر من الأولى”.

وأضاف، أن “وزارة الصحة بدأت منذ شهر حزيران بإعداد بنى تحتية متكاملة لمواجهة هذه الازمة، وهناك نسبة إصابات كبيرة جداً وصلت لاضعاف ما حصل عام 2020″، مشيراً إلى أن “البنى التحتية في وزارة الصحة سيطرت على الموقف، ولكن نسبة الإصابة اليوم ارتفعت من 2% الى 18% من عدد الفحوصات، لكننا نلاحظ ان نسبة الوفيات ما زالت متدنية حيث كانت في منتصف عام 2020 بحدود 7%، واليوم وصلنا إلى 1.6%”.

وتابع، أن “جميع سلالات كورونا الموجودة هي السلالات البريطانية نفسها، وهناك توفر للادوية والمستلزمات الطبية والعدد الكافي من اسرة العناية المركزة، حيث وصلنا إلى 50 ألف فحص إضافة إلى إمكانية إطبائنا وملاكاتنا البطلة التي تتعامل مع هذه الجائحة”.

وحذر التميمي من “موجات كورونا جديدة قد تضرب العراق”، موضحا “اننا اليوم نملك البنى التحتية ونملك الإمكانيات لكن ما نخشاه وما نحذر منه دائما في البيانات هو ان تكون نسبة الإصابات والحالات اكثر من استيعاب وزارة الصحة مع وجود تهاون كبير من قبل المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات الصحية”.

وأكد أن “المواطن اليوم لا يراعي خطورة الموقف ولاحظنا ما حصلت من مشاكل كبيرة نتيجة عدم توفر الامكانيات”، مشيراً إلى أن “دول عالمية أعلنت انهيار انظمتها الصحية بشكل كامل رغم انها انظمة متطورة، ونتيجة زيادة عدد الإصابات وخطورتها قد يكون هناك تطور بالسلالات الجديدة تؤدي الى حصول مشاكل كبيرة بالنظام الصحي العراقي”.

ودعا التميمي إلى “ابعاد الملف الصحي عن الصراعات السياسية الموجودة والدعاية الانتخابية لان كل المؤسسات الصحية يتوفر فيها اللقاح”، موضحاً أن “جميع وسائل الاعلام تدعو المواطنين الى التوجه للقاح، لأن العراق هو البلد الوحيد الذي تتوفر فيه اللقاحات بالمراكز الصحية ولا يوجد اقبال عليه، في وقت تتوسط كل دول العالم للحصول على اللقاح”.

وبين وزير الصحة “اننا تعرضنا إلى هجمة كبيرة في بداية ظهور اللقاحات بدول العالم وهناك من يقول إن دولاً فقيرة حصلت على اللقاح والعراق لم يحصل، بينما كانت تعاقدات العراق على اللقاح رسمية حكومياً و بعيدة عن وجود اي وسيط”.

وأكد الوزير أن “العراق تعاقد مع ثلاث شركات عالمية مقرة من قبل منظمة الصحة العالمية هي (فايزر، واسترازينيكا، وسينوفارم) ولدينا تعاقدات مع شركات أخرى”، موضحاً ان “العراق استكمل الاجراءات لتوفير 21 مليون ونصف المليون جرعة، والاسبوع القادم ستكون هناك ثلاثة لقاحات متاحة أمام المواطن وفي كل المؤسسات الصحية”.

وشدد التميمي على أن “اللقاح آمن واصبح ضرورة وهناك اكثر من 500 مليون مواطن على مستوى العالم تلقوا اللقاح”.

وكشف التميمي عن أن “العراق سيتبع إجراءات أسوة بدول العالم، تشمل عدم إمكانية السفر اذا لم تتوفر لدى المسافر البطاقة الخاصة باللقاح، ولا يمكن الذهاب إلى الديار المقدسة اذا لم يتم إجراء التلقيح، كما تعمل الوزارة مع جميع مؤسسات الدولة على أن يحمل الموظفون هوية اللقاح وكذلك العاملون في المطاعم والمولات والأسواق والمدارس والهيئات التدريسية”، لافتا إلى أنه “تم وضع خطة متكاملة من قبل فريق الاستشاريين في وزارة الصحة ونأمل من المواطن التوجه للحصول على اللقاح المتوفر والذي يشمل جميع الفئات المستهدفة”.

وأشار وزير الصحة إلى أن “اللقاحات للفئات المستهدفة تستخدم من عمر 18 عاماً فما فوق ولذلك اليوم النسبة الأكبر من الشعب العراقي اعمارهم حقيقة هي تحت الـ40 عاماً”، لافتا الى ان “تاريخ انتهاء بعض اللقاحات خلال 3 اشهر واخرى خلال 6 اشهر وبعضها الى سنتين”.

وأوضح وزير الصحة أن “الوزارة توفر اللقاحات، وكلما يزداد الاقبال على مراكز اللقاح ، سيكون التعاقد أكثر”، لافتاً إلى “اننا لا نريد ان يكون هناك هدر بعدد اللقاحات، واذا توجه اليوم المواطنون بشكل كبير الى مراكز الصرف فمن الممكن ان تكون وجبات اخرى تدخل بشكل سريع الى العراق”.

وأكد التميمي، أن “هذه اللقاحات مُقرَّة من قبل منظمة الصحة العالمية، ونلاحظ ان كل دواء تكون به اعراض جانبية، في وقت ان اكثر من 500 مليون شخص تلقوا اللقاح وتظهر نسبة قليلة جدا من الاعراض الجانبية عليهم، وقد تكون لاسباب اخرى غير اللقاح”، لافتا إلى ان “عملية التلقيح في العراق تسير بانسيابية عالية بعد ان لقحنا 126 ألف مواطن”.

وشدد الوزير على أن “اي لقاح سيقر من قبل منظمة الصحة العالمية ستتعاقد عليه وزارة الصحة وسيتم اقراره ولكنه يعتمد على معطيات الهيئة الوطنية التي هي الجهة المسؤولة عن اقرار هذه اللقاحات”.

وأشار وزير الصحة إلى أن “هذه الهيئة تتعامل مع اللقاحات التي تقر من قبل منظمة الصحة العالمية وتحصل على إحدى الشهادات العالمية (اف دي اي) او (المهرة) او (الايمة) وحسب تقديم الشركات التي تحاول ان تدخل للسوق العراقية”، مبينا ان “الوزارة تتواصل مع روسيا للحصول على لقاح سبوتنك”.

ولفت الوزير إلى أن “كمية اللقاح المنتجة لا توازي الاحتياج العالمي، ولذلك هناك طلب عالمي وشركات تلاحظ البلدان التي لا تستخدم اللقاح، ولذلك فان الحصول على اللقاحات يعتمد على اكبر تغطية من التلقيح التي تقوم به المؤسسات الصحية، وعزوف المواطنين سيؤدي الى عزوف الشركات لتزويد العراق باللقاحات نتيجة لقلة استخدامها على اعتبار ان هناك طلباً عالمياً”.

وتابع أن “الوزارة تعرضت إلى هجوم كبير نتيجة الامتحانات الحضورية وفتح كل مرافق الحياة “، موضحاً أن “العراق يعاني من مشاكل اقتصادية ويعاني من مشكلة أن هناك الكثير من الشباب يبحثون عن العمل والعوائل التي تبحث عن الرزق اليومي، حيث كانت توصية اللجان الاستشارية هي ان نسهل عملية حصول المواطن على الرزق وعلى العيش الكريم من خلال جهده ومن خلال عمل القطاع الخاص ولكننا وضعنا شروطاً”.

وشدد على أن “هذه الجائحة من الممكن أن تطول وأن تزداد وأن تحدث هناك سلالات جديدة ولكن الحياة يجب أن تستمر”.

وبشأن التعليم الالكتروني، أكد التميمي على أنه “من الممكن ان تحدث لا شفافية ازاء التعليم الالكتروني ومشكلة بعملية تقييم الطلبة في الحصول على معدلات ومستويات الطلبة، ولابد للطالب ان يرى بعض الدروس العملية وان يشعر بالحياة الجامعية”، مشيراً الى أن “وزارة التعليم العالي ووزارة التربية طلبتا خلال إجراء الامتحانات ان تكون هناك إجراءات وقائية متخذة في قاعات الامتحانات”.

اجراءات في شهر رمضان

وبين وزير الصحة أن “اللجان الاستشارية تدرس إمكانية اتخاذ بعض الإجراءات خلال شهر رمضان”، لافتا إلى أن “الوزارة لا تريد حظراً امنياً بل حظراً صحياً، لان هناك مناسبات ومجالس عزاء والمعترضون على بعض الإجراءات  أنفسهم نراهم في الاسواق وفي المقاهي والشوارع وهم لا يرتدون الكمامات”.

وأكد التميمي ان “جميع الخيارات من إغلاق تام وغيرها واردة خلال رمضان، ولكن يتوقف ذلك على الموقف الوبائي والضغط على المؤسسات الصحية وهما اللذان يحددان ذلك”، معربا عن أمله بأن “يبتعد المواطن تماما عن التجمعات مع ارتداء الكمامة سواء في حياته الدراسية أم في الحياة العملية وحتى خلال زيارة المولات واماكن الترفيه، لأن هذا  هو المعمول به في كل دول العالم”.

وتابع ان “دور وزارة الصحة وقائي علاجي وليس في ان تجبر المواطن على الجلوس في المنزل، الا انها تعطي المشورة والرأي حول الموقف الصحي في البلاد”.

التعليم في الفصل الثاني

وكشف وزير الصحة عن “إعادة النظر بموضوع التعليم خلال الفصل الثاني وامكانية تحديد ايام للدوام الحضوري”، لافتا الى ان “بعض الدول اعادت الدراسة ليوم او يومين في الاسبوع وبقية الدروس التي هي ليست اساسية تكون حضورية، وفي العراق فإن المراحل الاخيرة لكليات الطب والصيدلة يكون فيها الدوام حضورياً لوجود تدريب عملي”.

وبين ان “الدروس التي ممكن ان تكون محاضرات نظرية فتدرس الكترونيا، ولكن الدروس العملية ممكن ان تكون حضورية وتتخذ الاجراءات في حينها”.

وأشار وزير الصحة الى ان “الوزارة اعدت خطة متكاملة تنصف المصابين بالامراض المزمنة لا سيما في مجال التشخيص، فلدى الوزارة اكثر من 12 جهازاً (معجل خطي) خاصاً بعلاج مرضى السرطان سيتم قريبا التعاقد عليها وادخالها للخدمة خلال 8 اشهر، وهناك اكثر من 22 جهاز قسطرة ستدخل قريبا للمؤسسات الصحية ، و22 مركزا تحت الانجاز في ما يخص العناية المركزة لحديثي الولادة، واكثر من 30 مركزا خاصا للديلزة ستنجز قريبا وتوفر خدمات على مستوى الاقضية ومراكز المحافظات، اضافة الى زيادة عدد الاجهزة مثل 4000 جهاز بالنسبة الى مرضى العجز الكلوي، وهناك العشرات من اجهزة المفراس الحلزوني واجهزة الرنين المغناطيسي، ولدينا 24 صالة عمليات متطورة في مستشفيات فاطمة الزهراء بالحبيبية ومستشفى بعقوبة العام ومستشفى الكرخ الجراحي ومستشفى الحسين في الناصرية وكذلك مستشفى اليرموك ومستشفى الكاظمية التعليمي، ولدينا اكثر من 22 معمل اوكسجين ستدخل الخدمة قريبا بعدما تمت المباشرة فيها، فضلا عن مراكز واجهزة متخصصة في مجال تشخيص امراض السرطان في مستشفى العلوم العصبية وهناك ايضا 8 صالات عمليات قيد التجهيز في مركز ابن البيطار ليعود الى مكانته الحقيقية”.

ولفت وزير الصحة الى ان “الوزارة لديها 322 مشروعا تحت الانجاز ولدينا مشاريع اخرى منها 24 مستشفى العمل فيها مستمر”، متوقعا “دخول من 9-11 مستشفى حديثاً الى الخدمة نهاية العام الحالي”.

وتابع انه “في عام 2022 سنلاحظ تغييرا كاملا بالواقع الصحي العراقي بعد ادخال المستشفيات الحديثة”، مشيرا الى ان “على المستشفيات الاهلية ان تنافس المستشفيات الحكومية “.

واوضح ان “المستشفيات الجديدة التي ستدخل الخدمة في النجف والناصرية والبصرة والعمارة والمعامل والحسينية ومركز أمراض الدم في مدينة الطب وستكون بتقنيات عالية وخدمات متطورة اكثر من مستوى المنطقة”، مؤكدا ان “هناك تفاوضاً مع الشركات العالمية لمساعدتنا في ادارة هذه المستشفيات التي ستقدم الخدمات مجانا والوزارة والحكومة ستتحملان توفير المبالغ المالية”.

وتابع “لدينا توجه كبير في اجراء كافة العمليات المتطورة داخل العراق من خلال استقدام فرق اجنبية لتدريب طلبة الاطباء العراقيين حتى تكون حافزا باعداد جيل من اطباء قادرين على اجراء عمليات معقدة ،التي تجرى سابقا خارج العراق”، معتبرا ان “ما تحقق في وزارة الصحة خلال الــ6 اشهر الماضية لم يتحقق منذ 10 سنوات”.

وبين وزير الصحة ان “الكثير من الادوية المهربة دخلت، وهناك المئات من المذاخر والصيدليات غير الرسمية وغير المرخصة”، لافتا الى ان “هناك جهدا كبيرا من وزارة الصحة وجهاز الامن الوطني والمخابرات والمنافذ الحكومية وهيأة الجمارك تجاه تلك المذاخر والصيدليات وندعو المواطن للتبليغ عن اي دواء مغشوش”.

وقال التميمي انه “لا مانع من استحداث كليات للطب اذا كانت ضمن مواصفات عالمية باشراف او بتوأمة جامعات عالمية معروفة وبوجود اطباء متخصصين وتكون لديها الاعتمادية العالمية”، رافضا “استحداث كليات كما فتحت كليات سابقاً”.

مقالات ذات صلة