تلقت جماهير ريال مدريد، خبرًا مُفجعًا مساء اليوم الأربعاء، بإعلان تنظيم حفل وداع لمدافع وقائد الفريق سيرجيو راموس.
وكانت الجماهير المدريدية، تتمسك بأمل بقاء راموس مع الفريق، كما كان يحدث في السنوات الماضية، خلال المفاوضات مع الإدارة.
ودخل راموس وإدارة ريال مدريد لطريق مسدود في المفاوضات، حيث عرض النادي التجديد لموسم واحد فقط مع إمكانية التمديد لموسم آخر، بجانب تخفيض راتبه بنسبة 10%.
في المقابل، رفض راموس العرض الملكي، حيث طالب بعقد لعامين على الأقل ويحصل على راتبه كاملا.
ويُسلط القرير التالي الضوء على كواليس الصراع الطويل الذي انتهى برحيل راموس.
قائد تاريخي
راموس ليس مُجرد لاعبًا ارتدى قميص الميرنجي، بل أحد أساطيره الذين حفروا اسمهم في تاريخ نادي العاصمة الإسبانية على مر العصور.
وانضم راموس لصفوف الميرنجي في صيف 2005، قادمًا من إشبيلية، ولعب 671 مباراة مع ريال مدريد، وسجل 101 هدفٍ وصنع 40 أخرى.
وخلال 16 عاما بين أسوار “سانتياجو برنابيو”، توج راموس بـ22 لقبًا وهي: “دوري الأبطال 4 مرات، الدوري الإسباني 5 مرات، كأس السوبر الإسباني 4 مرات، كأس السوبر الأوروبي 3 مرات، كأس العالم للأندية 4 مرات، وكأس الملك مرتين.
ولا تنسى جماهير الميرنجي، هدف راموس التاريخي ضد أتلتيكو مدريد في نهائي لشبونة عام 2014، الذي أنقذ الفريق وأعاد لقب دوري الأبطال لخزائن ريال مدريد بعد غياب دام لـ12 عاما.
لعبة القط والفأر
راموس كان يتبع حيلة الضغط على الإدارة لتلبية رغباته المادية في السنوات الأخيرة، لكن في النهاية كان ينتهي الأمر بالاتفاق والتجديد.
ففي عام 2015، ضغط راموس على الإدارة بعرض من مانشستر يونايتد، بقيمة 55 مليون يورو لـ5 مواسم، وطالب برفع راتبه لكن بيريز رفض تماما، خاصة مع رحيل القائد كاسياس، حيث لم يكن من الممكن التفريط في راموس.
ورضخ بيريز أمام راموس في النهاية، وجدد عقده مع رفع راتبه إلى 12.5 مليون يورو صافيًا.
وفي عام 2019، أعلن فلورينتينو بيريز، تلقيه عرض رسمي من أحد أندية الدوري الصيني، لكنه أكد رفضه السماح برحيل قائد الفريق.
النادي الصيني كان يريد ضم راموس بشكل مجاني، وهو ما رفضه الملكي نظرًا لوجود شرطا جزائيا بقيمة 200 مليون يورو في عقده، وبعد فترة من الشائعات قرر راموس الخروج في مؤتمر صحفي لحسم مصيره.
وأعلن راموس بقاؤه في ريال مدريد خلال المؤتمر، مؤكدا على رغبته في الاعتزال بقميص الملكي.
حلم لم يتحقق
راموس عام 2019 صرح: “كنت سألعب في ريال مدريد مجانًا وأجدد عقدي مدى الحياة، لأن فلورينتينو بيريز تربطني به علاقة أب وابنه، ولا أريد الرحيل، وحلمي هو الاعتزال هنا، ودائمًا كنت أخبره برغبتي في البقاء”.
وأضاف: “اليوم الذي سأرحل فيه سيكون من الباب الكبير، لأنني أستحق ذلك”.
راموس كان شاهدًا على رحيل العديد من النجوم مثل كاسياس ورونالدو وتشابي ألونسو وغيرهم، وكان يمني نفسه بنهاية أفضل منهم وهي الاعتزال بقميص الفريق بوداع أسطوري.
لكن لأن ليس كل ما يتمناه الإنسان يُدركه، بات مصير راموس مثل سابقيه وسيرحل بمؤتمر صحفي وداعي للجماهير.