ورط تيتي مدرب البرازيل، نفسه في مشاكل فنية عديدة، استغلها ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، ليقود الأخير فريقه للتتويج بلقب كوبا أمريكا.
وتُوج منتخب الأرجنتين بطلًا لكوبا أمريكا للمرة الـ15 في تاريخه، بعد إسقاط البرازيل بهدف دون رد على ملعب ماراكانا، في المباراة النهائية للنسخة الـ47.
وأخفق تيتي منذ البداية في اختيار التشكيل الأساسي، ووقف عاجزا أمام ثغرة واضحة في الجبهة اليسرى، وأقحم نجم الفريق نيمار جونيور في معارك بدنية خاسرة، حدت كثيرا من خطورته.
واعتمد تيتي على خطة (4-2-3-1)، بينما لجأ سكالوني لطريقة (4-4-2) وفاجأ منافسه بإشراك نجمه أنخيل دي ماريا منذ البداية.
وأغلق سكالوني الأطراف بامتياز بتعاون قوي بين أكونيا ولو سيلسو يسارا ودي ماريا مع مونتيل يمينا، ليجبر تيتي على الهجوم من العمق.
وما نجح به سكالوني فشل فيه تيتي، حيث اتجه نيمار كثيرا للعمق ليترك رينان لودي فريسة لانطلاقات دي ماريا دون معاونة من ثنائي الارتكاز كاسيميرو وفريد.
ولم تكن الخسارة الفنية في إضعاف جبهة رينان لودي، بل تورط نيمار في معارك بدنية ضد الثلاثي باريديس ولو سيلسو ودي بول.
في المقابل، فإن أنخيل دي ماريا صاحب الـ33 عامًا كافأ مدربه بهدف مبكر، منح ليونيل سكالوني الثقة والتحكم في إيقاع اللقاء.
وعلى المستوى الهجومي، كان دي ماريا سكينا في ظهر الدفاع البرازيلي، لكن إجمالا لم يستغل راقصو التانجو الهجمات المرتدة بسبب رعونة ميسي.
وفشل ليونيل ميسي في استغلال هدايا رودريجو دي بول، أحد نجوم المباراة، بينما كان لاوتارو مارتينيز بمثابة الحاضر الغائب.
ومع مرور الوقت، تميز مدرب الأرجنتين أيضا بحماية فريقه بدنيا وذهنيا، باستبدال باريديس ولو سيلسو تفاديا لحصولهما على بطاقة صفراء ثانية.
كما أخرج سكالوني كل من لاوتارو، كريستيان روميرو ودي ماريا لتنشيط الدفاع للصمود أمام الاندفاع الهجومي الشرس للبرازيل، وبالفعل نجح مدرب الأرجنتين في مسعاه، وأهدى بلاده لقبا غاليا وغائبا منذ سنوات.
وعزز المنتخب الأرجنتيني بهذا الفوز مسيرته الخالية من الهزائم إلى 20 مباراة تحت قيادة المدرب ليونيل سكالوني، كما ألحق بالبرازيل هزيمتها الأولى في مباراة رسمية منذ خسارتها أمام بلجيكا في دور الثمانية لكأس العالم 2018.