” كورونا”لم يهدد سكان الكوكب فحسب بل نخر جسد كبار فرق اوربا

لم يكتف فيروس كورونا بتهديد سكان كوكب الأرض، مخلفا ورائه مئات الآلاف من الضحايا بخلاف ملايين المصابين منذ بداية الجائحة.

بل اخترق الفيروس اللعين جسد كبار كرة القدم في أوروبا، ليوجه ضربة قاضية لأندية عليلة فنيا وماليا وإداريا أبرزها قطبي الليجا ريال مدريد وبرشلونة، أو أفقد توازن البعض ونخر قواه مثل ليفربول الإنجليزي.

بينما لم يكن التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد غياب طويل بمثابة “مصل” كروي، يحصن فريقا بحجم إيه سي ميلان الإيطالي ضد أي مخاطر.

كل هذه الأندية المذكورة تضررت بشدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، وأجبرتها الأزمة الاقتصادية الخانقة على التفريط في نجوم من العيار الثقيل، بينما كان باريس سان جيرمان المستفيد الأكبر.

تبعات جائحة كورونا للموسم الثاني على التوالي، أدت لفقدان ريال مدريد لمدربه الفرنسي زين الدين زيدان بعد موسم صفري، والتفريط في قلبي الدفاع رافائيل فاران وسيرجيو راموس، نتيجة استراتيجية رئيس النادي فلورنتينو بيريز في سوق الانتقالات، ورغبته في بناء فريق جديد بأقل التكاليف الممكنة.

رحل راموس أحد العلامات التاريخية في صفوف الملكي بعد مفاوضات مطولة مع إدارة النادي، لم يصل خلالها الطرفان لنقطة اتفاق بعد خلاف على مدة التعاقد والراتب السنوي وغيرها من الامتيازات المالية.

أما جورجينو فينالدوم، قائد منتخب هولندا في يورو 2020، فلم يقتنع باستمرار مغامرته مع ليفربول، وربما اقتنع بأنه حقق كل شيء مع الفريق الإنجليزي، ليقرر الرحيل عن قلعة أنفيلد رود بنهاية عقده.

كذلك حارس المرمى الإيطالي، جيانلويجي دوناروما، رأى أن طموحه أكبر من تجديد عقده مع ميلان، وأن الروسونيري أمامه سنوات لاستعادة أمجاده سواء محليا أو قاريا، لضعف موقفه المادي مقارنة بباقي منافسيه.

وأثبت دوناروما نفسه بقوة خلال منافسات يورو 2020، حيث قاد الأتزوري للتتويج باللقب، بل حصل على جائزة أفضل لاعب في المسابقة.

أما ليونيل ميسي، فقد فجر مفاجأة القرن برحيله عن برشلونة بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تجديد تعاقده، إلا أن خوان لابورتا رئيس النادي فشل في خفض سقف رواتب الفريق بأكمله ليساوي 70% مقارنة بإيرادات النادي الكتالوني.

ووسط معاناة الجميع ماليا وإداريا، اجتمعت هذه الأسماء الثقيلة ميسي، راموس، دوناروما وفينالدوم في فريق واحد، حيث نجح بي إس جي في تكوين “جلاكتيكوس” بأربع صفقات مجانية ثقيلة، وباتت لديه تشكيلة يحسده عليها الكثيرون، ويعتبرها البعض هي الأقوى عالميا، وأنها المرشح الأول – على الورق – للفوز بدوري أبطال أوروبا.

ويتميز جلاكتيكوس باريس بأنه مزيج من الشباب بتواجد دوناروما وأشرف حكيمي، وسن النضج بتواجد فينالدوم، وكذلك عنصر الخبرات الثقيلة والإرث الكبير المتمثل في ميسي وراموس.

ولا يخلو العملاق الباريسي من أعراض “جائحة كورونا”، لكنه استفاد من تأجيل بعض اللوائح الصارمة في فرنسا للالتزام بسقف الرواتب بخلاف أن لديه من المغريات الأخرى ما لا يتوافر للآخرين بفضل الاستثمارات الضخمة لملاك النادي.

مقالات ذات صلة