تحدث أفغان فروا من بلادهم الأسبوع الماضي عن يأسهم من ترك أحبائهم والغموض الذي يكتنف مستقبلهم بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان.
وأدى استيلاء طالبان على كابل إلى فرار جماعي للأفغان والأجانب، وسط مخاوف من الانتقام وعودة إلى تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن امرأة ترتدي نقابا في مجمع سكني في الدوحة بقطر: “كان من الصعب للغاية مغادرة بلدي. أحب بلدي”. وأوضحت أنه قبل وصول طالبان لم تكن تتوقع قط الذهاب إلى أي مكان. وقالت المرأة إنها فرت مع زوجها طبيب الأسنان وأطفالهما الثلاثة خوفا من أن يؤدي عملها مع المنظمات الإنسانية الدولية إلى جعلهم هدفا لطالبان. ووصفت المشاهد المؤلمة في مطار كابل مع محاولة الآلاف ركوب رحلات الإجلاء.
وتذكرت أنه في إحدى المراحل عندما حاول الحشد الاندفاع إلى المطار أصيب رجل كان يقف بجوارها برصاصة في ساقه من قبل “عسكريين”. وقالت: “كانت صدمة ولم أكن أعرف ماذا أفعل”.
وتستضيف حكومة قطر مؤقتا آلاف الأفغان الذين تم إجلاؤهم، حتى يتمكنوا من دخول دولة ثالثة.
ونقلت الوكالة عن رجل يعيش في نفس المجمع أنه لا يتوقع أن تفي طالبان بوعودها التي تتضمن احترام حقوق المرأة والعفو عمن عملوا في الحكومة أو مع الأجانب. وقال الرجل، الذي وصل الدوحة الأسبوع الماضي مع زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وشقيقتيه، إن “الشيء المزعج هو أنه لا يوجد أمل كبير في المستقبل”. وأضاف الرجل الذي يعمل محاميا أنه كان يخشى أن يصبح هدفا لطالبان لو بقى في أفغانستان، ويرجع ذلك إلى حد ما إلى عمله مع الشركات الدولية. وأضاف: “كانت ستصبح حياتنا هناك مختلفة للغاية وصعبة”.
وتحدث رجل آخر، وهو طالب حقوق في السنة الثانية، عن عمليات نهب قامت بها طالبان أثناء سيطرتها على كابل. وقال إنه شاهد مسلحين يرهبون الناس وهم في طريقهم إلى المطار. وقد تم إجلاء هذا الرجل إلى قطر مع أخته ولا يعرف كيف سيتمكن من إكمال دراسته، وقد ترك في أفغانستان زوجته. وقال: “تفكيرنا مشغول بالوطن، لأن عائلاتنا هناك. زوجتي هناك. والداي هناك، إخوتي. أتمنى فقط أن يتم إجلاؤهم… في حالة عدم حدوث ذلك وساءت الأمور فأعتقد أنني سأحسم أمري وأتمنى العودة”.