استعرض مدير اعلام الحشد الشعبي مهند العقابي، الأربعاء، جهود ومنجزات هيئة الحشد الشعبي في الجوانبالخدمية والمشاريع التي قامت بها خلال الأشهر الماضية في محافظة المثنى.
جاء ذلك خلال كلمة القاها العقابي في كلمة خلال احتفالية مبادرة “جمال الوطن” في المحافظة بحضور محافظ المثنىاحمد منفي وعدد من المسؤولين المحليين والقيادات الأمنية.
وفيما يلي نص الكلمة:
تكتسب محافظة المثنى العزيزة أهمية بالغة وكبيرة بين محافظات العراق الحبيب لعدة أسباب قد لا يسع المجال لذكرهالكننا نكتفي بالإشارة الى محروميتها ومظلوميتها على مدى العقود والعهود حتى أصبحت تتصدر محافظات البلادبالفقر بنسبة بلغت 52% بحسب آخر الاحصائيات الرسمية وهي نسبة كبيرة وثقيلة على محافظة مثل المثنى.
وما يزيد الامر تفاقما هي افتقاد المحافظة الى الموانئ وعدم وجود منافذ برية أو بحرية وانعدام السياحة الدينية الا ماندر فضلا عن تعرضها للمظلومية المتعاقبة منذ عقود، ما استدعى قيام جهد وطني حقيقي ينتشلها من واقعها المزر الذييخيم على جميع المفاصل فيها.
ومن هنا وبعد توجيه طلبات رسمية من قبل أهلنا الأعزاء والحكومة المحلية في المحافظة بادرت هيئة الحشد الشعبيبمختلف تشكيلاتها وتعدد صنوفها ومجالاتها الى إغاثة أبناء المثنى الأعزاء والقيام بسلسلة مشاريع خدمية وحيويةعلى تماس مباشر مع المواطنين وتخدم الدوائر الرسمية والمحلية والحكومية في المحافظة.
وسنقدم فيما يلي موجزا بالأرقام عن جهود الحشد الشعبي ومشاريعه وسنبدأ بالجانب التربوي والتعليمي والذي يجبان يتقدم على كل الأولويات والمشاريع في كل مكان نظرا لما يكتسبه التعليم من أهمية قصوى في حياة الشعوب وتقدمهاونهضتها, ومن هذا المنطلق قامت هيئة الحشد الشعبي بتزويد مديرية تربية محافظة المثنى بـ25 الف رحلة مدرسيةاستعدادا للعام الدراسي المقبل موزعة على جميع مدارس المحافظة في مختلف الاقضية والنواحي بما يخدم مسيرةالتربية والتعليم في هذه المحافظة المعطاء.
ثانيا: الجانب الطبي والصحي:
لا يخفى على الجميع ان ازمة كورونا التي ضربت البلاد كما عموم بلدان العالم انهكت النظام الصحي في البلاد المنهكأصلا وزادت من مستوى التحديات التي يواجها القطاع الصحي، لذلك انبرى الحشد الشعبي الى دعم وزارة الصحةودوائر الصحة في المحافظات، حيث ساهمت تلك الجهود في السيطرة على الوباء التي تسبب بانهيار أنظمة صحيةرصينة في مختلف دول العالم.
وكان لمحافظة المثنى نصيبا كبيرا من تلك المشاريع والجهود، حيث قامت مديرية طبابة الحشد الشعبي بانشاءمستشفى القائد الشهيد أبو مهدي المهندس بسعة 100 سرير والتي تم إنجازها في وقت قياسي وفي ذورة ازمة كوروناوتفاقم حالات الإصابات والوفيات وهذا مجهود حظي باشادة ودعم كبيرين من قبل السيد محافظ المثنى والسيد مديرصحة المحافظة، وقد ساهمت هذه المستشفى بتوفير الدعم لدائرة صحة المثنى وتخفيف العبء عليها عبر توفير علاجاتلمرضى كورونا وتجهيز عجلات الإنعاش الرئوي وتوفير ٢٢٥ قنينة أوكسجين مع منظومتها.
كما قامت مديرية الطبابة بتوفير قرابة ٣٠٠٠ جرعة علاج “الردميسفير” المستخدم لعلاج كورونا لمستشفى الحسينالتعليمي وهو علاج اساسي بلغ سعره الـ ١٠٠ دولار في الصيدليات تزامنا مع حصول شحة في الحصول عليه، حيثاستفاد منه عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا.
واستطاعت كوادر هيئة الحشد الشعبي من انشاء محطة قادة النصر لانتاج الاوكسجين في مستشفى الشهيد القائد أبومهدي المهندس في مدينة السماوة مركز المحافظة ووضعها تحت تصرف صحة المثنى حيث بلغ انتاجها 200 قنينة فياليوم الواحد والتي ساهمت بالقضاء على أزمة نقص الاوكسجين بنسبة كبيرة في عموم مناطق المحافظة.
ثالثا: صيانة محطات تصفية المياه:
لقد بذل مجاهدو الحشد الشعبي جهودا جبارة خلال الأشهر القليلة الماضية في صيانة محطات تصفية المياه من اجلمعالجة ازمة نقص وشحة المياه في المحافظة ومساعدة مديرية ماء المثنى في ذلك، حيث بلغت الطاقة الإنتاجية لكلمحطة ٢٤٠٠ متر مكعب في الساعة وشملت مناطق مركز السماوة وناحية الوركاء وقضاء الرميثة.
وتمثل الأحياء المستفيدة من تشغيل المشروع أكثر من ٥٠ % من أحياء مدينة السماوة مركز محافظة المثنى وأكثر من ٤٠% من ناحية الوركاء الذي تم توفير الماء الصالح للشرب لهم.
رابعا: كري الأنهر:
لعل البعض يعتبر هذا عملية كري الأنهر واحدة من الأمور التي لا تحظى بالضرورة والاولوية مقارنة بامور أخرى، لكنشكلت قضية كري الأنهر واحدة من ابرز التحديات والمشاكل لمحافظة المثنى لسنوات طويلة، لذلك شمرت كوادر الهندسةالعسكرية في هيئة الحشد الشعبي عن ساعديها وقامت بعمليات كبرى لكري الأنهر في المحافظة شملت منطقتيالعارضيات والهلال التابعتين لقضاء الرميثة شمال مدينة السماوة وقد جاءت هذه العملية اسنادا لمديرية الموارد المائيةفي المحافظة، حيث بلغت مسافة الكري التي انجزتها هندسة الحشد الشعبي 65 كيلو متر.
خامسا: صيانة وإعادة تأهيل محطات تصريف المياه الثقيلة:
وقد شملت هذه الحملة التي جاءت اسنادا ودعما لجهود مديرية مجاري محافظة المثنى والتي شملت محطة تصريفالمياه الثقيلة في السماوة وست محطات فرعية وقد استفادت منها عدة مناطق ابرزها منطقة “ال عبس” وعدد من الاحياءالمجاورة إذ تم تصريف المياه الاسنة والثقيلة للمناطق المذكورة بعدما كانت لهم معاناة كبيرة مع ذلك وارهقت حياتهماليومية بشكل كبير.
سادسا: جانب الطاقة:
لا يخفى لما لأزمة الطاقة الكهربائية من دور سلبي في تفاقم معاناة المواطنين لاسيما في فصل الشتاء حتى انها كانتخلال السنوات الماضية اكبر تحدي امام الحكومات وسببا رئيسيا في اندلاع التظاهرات والاحتجاجات خلال السنواتالماضية ومنها محافظة المثنى، وقد قامت كوادر الحشد الشعبي بنصب أكثر من ٢٨ محولة بقدرات تصل طاقتها إلى(33,000-11,000)V قامت بتزويد : أكثر من ٢٠ حي سكني في مدينة السماوة ونواحيها بالطاقة الكهربائية، فضلا عنمناطق ال عبس وحي الحشد الشعبي.
وبعد هذا الايجاز الذي قدمناه نود ان نؤكد ان ما قام به مجاهدو الحشد الشعبي يأتي استجابة لمطالب أهلهم فيمحافظة المثنى والحكومة المحلية واستجابة للحاجات الملحة والضرورية لهذه المحافظة العزيزة التي كان لابنائها قدمالسبق في الاستجابة لفتوى المرجعية الدينية العليا والتطوع في الحشد الشعبي وتقديم الاف الشهداء والجرحىوالمعاقين دفاعا عن الوطن والمقدسات والأرض والعرض.
وان هذه المشاريع بعيدة كل البعد عن الغايات السياسية او الدعائية اذا كان البعض يظن ذلك، بل هذا واجبنا تجاه أبناءشعبنا العزيز في كل محافظة ومنطقة وقرية ونجد انفسنا في موقع التقصير وبالتأكيد فان جهودنا لا تستطيع ان تشلكل القطاعات والمجالات في المحافظة لكن وكما تقول الحكمة “ما لا يدرك كله لا يترك جله” ونأمل ان تكون هذه المشاريعوغيرها التي ستكون قيد الإنجاز محفزا ودافعا لكل الدوائر والوزارات والمؤسسات الحكومية والمحلية لتتضافر جهودهافي خدمة أهالي المحافظة.
وفي الوقت الذي يقوم فيه مجاهدو الحشد الشعبي بكل هذه الإنجازات على الصعيد الخدمي، فاننا لكم اخوة مقاتلوناشداء يواصلون الليل بالنهار دفاعا عن مدننا الحبيبة في مختلف ارجاء الوطن لمكافحة بقايا الإرهاب وفلول “داعش” الاجرامي، حيث مازالوا يقدمون ارواحهم في سبيل ذلك وكان آخرها ما حصل في ناحية جرف النصر واستشهاد أحدالقادة الميدانيين الا وهو الشهيد حسن كريم حسن.
وسيبقى الحشد الشعبي كما عهدتموه على الاستعداد الدائم لتلبية نداء الوطن واهلنا في كل مكان من الشمال الىالجنوب ومن الغرب الى الوسط ولن يؤخرنا او يفصلنا عنهم أي شيء فهم منا ونحن منهم.
وفي الختام نتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان الى أهلنا واحبتنا في محافظة المثنى من مواطنين وشيوخ عشائر ونخبوكفاءات، ونقف وقفة اجلال واكبار لتضحيات هذه المدينة حسينية الولاء والنشأة التي انجبت شعراء وادباء وخدمةحفظوا شعائر الإمام الحسين (ع) وكانوا نبراسا لكل العراقيين والعالم.