تمكنت فرق تعمل في قارتين إلى إنجازات مهمة متماثلة في جهود كل منها للاستفادة من مصدر طاقة رئيسي لمكافحة تغير المناخ، حيث أنتجت هذه الفرق مغناطسيا بقوة هائلة.
وتسلم علماء في المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي “إيتير” في جنوب فرنسا، الخميس، الجزء الأول من مغناطيس ضخم شديد القوة لدرجة أن الشركة الأميركية المصنعة له تزعم أن بمقدوره رفع حاملة طائرات.
ويعد المغناطيس الذي يبلغ ارتفاع حوالي 20 مترا وقطره أكثر من 4 أمتار عند تجميعه بالكامل، عنصرا حاسما في محاولة 35 دولة لإتقان الاندماج النووي.
كذلك أعلن علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشركة خاصة هذا الأسبوع، أنهم حققوا أيضا خطوة مهمة من خلال الاختبار الناجح لأقوى مغناطيس فائق التوصيل بدرجة حرارة عالية في العالم، والذي قد يسمح للفريق بالتقدم بخطوات واسعة في سبيل انجاز مفاعل “إيتير” من أجل الوصول إلى ما يطلق عليه “بناء شمس على الأرض”، حسبما نقلت الأسوشيتد برس.
وبخلاف مفاعلات الانشطار الحالية التي تنتج نفايات مشعة وفي بعض الأحيان حالات انصهار كارثية، يقول مؤيدو الاندماج إنه يوفر إمدادا نظيفا وغير محدود فعليا من الطاقة.
وسيكون بمقدور العلماء والمهندسين اكتشاف كيفية تسخير مثل هذه الطاقة التي عملوا على حل مشكلتها على مدار ما يقرب من قرن.
فبدلا من تقسيم الذرات، يحاكي الاندماج عملية تحدث بشكل طبيعي في النجوم لدمج ذرتين من الهيدروجين معا وإنتاج ذرة هيليوم، بالإضافة إلى شحنة كبيرة كاملة من الطاقة.
ويتطلب تحقيق الاندماج كميات لا يمكن تخيلها من الحرارة والضغط، وتتمثل إحدى الطرق لتحقيق ذلك في تحويل الهيدروجين إلى غاز مشحون كهربائيا، أو بلازما، يتم التحكم فيها بعد ذلك في غرفة مفرغة على شكل حلقة دائرية.
ويتم ذلك بمساعدة مغناطيس قوي فائق التوصيل مثل “الملف اللولبي المركزي” الذي بدأت شركة جنرال أتوميكس في شحنه من سان دييغو إلى فرنسا هذا الصيف.