“من لا شيء صنع كل شيء”.. أدق وصف لمجهود لويس إنريكي المدير الفني للمنتخب الإسباني، رغم خسارته لقب دوري الأمم الأوروبية أمام فرنسا.
رجل التغيير
إنريكي قاد الماتادور في مرحلة التغيير، بعد نهاية الجيل الذهبي المتوج بمونديال جنوب أفريقيا 2010، ويورو 2008 و2012، وذلك بعد مونديال روسيا 2018.
وبعد المونديال، اعتزل العديد من العناصر المميزة في صفوف الماتادور مثل بيكيه وإنييستا وديفيد سيلفا، وبدأ إنريكي في العمل لتكوين جيل جديد لإسبانيا.
ونجح إنريكي في رهانه على اللاعبين الشباب أمثال بيدري وجافي وأويارزابال وفيران توريس الذي ظهروا بمستويات مميزة رغم صغر سنهم.
ولعل أبرز سمة في إنريكي، قدرته على استغلال مهارات اللاعبين، وإظهار أفضل ما لديهم، حتى في حال عدم مشاركتهم مع أنديتهم، وأبرز مثال هو إريك جارسيا قبل اليورو الذي لم يكن يلعب مع مانشستر سيتي، وتكرر الأمر مع فيران توريس لاعب سيتي أيضًا.
وحتى سيرجيو بوسكيتس الذي لا يظهر بمستوى جيد في برشلونة، تغير تمامًا بوجوده في منظومة إنريكي، مما أثار دهشة الجماهير، وكأنه ليس هو الذي يلعب بقميص البلوجرانا.
وحاليًا رغم تراجع الكرة الإسبانية بشكل عام، والقطبين ريال مدريد وبرشلونة، إلا أن إنريكي ترك بصمة مميزة قاريًا ليؤكد على أن نهاية الإسبان لم تُكتب بعد.
خطوة للمستقبل
إنريكي رغم الانتقادات التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، نظرًا لعدم استدعاء أي لاعب من صفوف ريال مدريد، أثبت أنه محقًا في اختياراته، ونجح رهانه على اللاعبين الشباب.
وساعدت شجاعة إنريكي، وثقته في الشباب في كسب دعم الجماهير الإسبانية، خاصة وأن الأداء كان مرضيًا، إذ حافظ على الهوية الإسبانية في السيطرة والاستحواذ على الكرة أغلب فترات المباراة.
ونجح إنريكي في قيادة إسبانيا للفوز على إيطاليا بطل أوروبا في نصف نهائي دوري الأمم، وكسر سلسلة اللا هزيمة التي استمرت لـ 37 مباراة متتالية.
وألحق شباب إنريكي بإيطاليا أول هزيمة في ميلانو منذ عام 1925، وعبر بهم لنهائي دوري الأمم الأوروبية، ورغم الخسارة ضد فرنسا، إلا أن هذا الجيل الشاب متوقع أن يكون ضمن أقوى المنتخبات في القارة العجوز خلال السنوات المقبلة.