استقالة المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، استقالة المبعوث الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن خليل زاد استقال من منصبه، وهو ما أرجعه مراقبون إلى فشل جهوده الدبلوماسية على مدى أشهر طويلة في منع حركة طالبان من الاستيلاء على السلطة في أفغانستان.

وفي بيان مقتضب، قال بلينكن إن من سيخلف زلماي خليل زاد في المنصب هو توماس ويست نائب المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، والذي عمل أيضا كمستشار للرئيس جو بايدن عندما كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقال خليل زاد، الذي شغل مجموعة من الأدوار في ظل إدارات عديدة، بما في ذلك السفير الأمريكي في أفغانستان والعراق، في رسالة إن “الترتيبات السياسية بين الحكومة الأفغانية وطالبان لم تمض قدما”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وكتب يقول: “أسباب ذلك معقدة للغاية وسأشارك أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة، بعد ترك الخدمة الحكومية”، مضيفا: “إنه أمر مؤسف، لكنه ليس الفصل الأخير”.

وفي فبراير/شباط 2020، توسط خليل زاد ووزير خارجية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مايك بومبيو، في اتفاق لوقف إطلاق النار وانسحاب الولايات المتحدة مع الزعيم السياسي لطالبان الملا عبد الغني بردار بهدف إحلال السلام في أفغانستان.

وتم إطلاق سراح سجناء طالبان كشرط مسبق للمحادثات مع الحكومة الأفغانية، وفي المقابل وافق المسلحون على عدم السماح للقاعدة (تنظيم إرهابي محظور في روسيا) أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

كان خليل زاد خلال المحادثات مصرا على مشاركة طالبان (المحظورة في روسيا)، وفقا لمسؤولين مطلعين، حيث عمل على إقناع مسؤولي إدارة ترامب بأن الانسحاب الأمريكي لا يمكن ضمانه إلا إذا كان هناك اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وطالبان.

احتفظت إدارة بايدن بخليل زاد لمواصلة المحادثات في الدوحة، والعمل على التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين طالبان والحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة.

لكن مع انسحاب القوات الأمريكية بموجب اتفاق معدل بين الولايات المتحدة وطالبان، اجتاحت قوات طالبان جميع أنحاء البلاد في أغسطس/آب الماضي، واستولت على عواصم المقاطعات قبل أن تصل في نهاية المطاف إلى كابول.

أدى ذلك إلى انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وجيشها، ودفع الولايات المتحدة إلى الدخول في سباق لإجلاء المدنيين والأجانب وحلفائها الأفغان.

واصل خليل زاد محادثاته مع طالبان في الدوحة حتى عندما كان مقاتلو الجماعة يحرسون بوابات المطار في كابول، حيث تجمع الأفغان والأجانب في محاولات يائسة للفرار من البلاد.

بحلول ذلك الوقت، لم يكن هناك الكثير للتفاوض باستثناء الممر الآمن للأجانب والأفغان المؤهلين الذين سُمح لهم بمغادرة أفغانستان.

مقالات ذات صلة