ذكرت وسائل إعلام يمنية، أن قوات الحوثيين حققت تقدما كبيرا أمس الخميس بسيطرتها على معسكر أم ريش القريب من أحد مداخل مدينة مأرب، إثر معارك عنيفة مع القوات الحكومية.
وحسب مصادر عسكرية فإن قوات الحوثيين شنت هجمات مكثفة على معسكر “أم ريش”، مقر اللواء 117 مشاة، الواقع إلى الشمال من جبهة ملعاء، في مديرية الجوبة، وتمكنت من السيطرة عليه عقب انسحاب القوات الحكومية مما يعد آخر معسكر لها في جنوب المحافظة.
وأرجعت بعض المصادر انسحاب القوات الحكومية والقبائل من المعسكر إلى تعرضه للاستهداف المتواصل من قبل الحوثيين بالصواريخ البالستية والحرارية والمسيرات المفخخة، والمدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى صعوبة دخول الإمدادات كون الطريق مكشوفة للحوثيين أثناء دخول وخروج الإمدادات إلى المعسكر.
وحسب المصدر العسكري، فإن سقوط “أم ريش” يعني تقدم الحوثيين للسيطرة على المنطقة الصحراوية، الممتدة حتى منطقة صافر، حيث حقول النفط والغاز في المحافظة.
إلى ذلك، تواصلت المعارك العنيفة بين الطرفين في عدد من مواقع القتال في التباب المطلة على معسكر الخشينة، دون أن تحقق خلالها قوات الحوثيين أي تقدم ميداني يذكر، وفقا للمصادر.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن الكاتب السياسي يعقوب العتواني، قوله إن “الحوثيين ينزفون أكثر، لكنهم في الوقت ذاته يربحون أرضا أوسع في مأرب، والسبب عائد إلى امتلاكهم تسليحا أفضل وتنظيما أكثر تماسكا”.
وتابع: “في المقابل تحجم السعودية عن استخدام إمكانياتها في دعم الجيش الحكومي والقبائل، وتقصر تدخلها على الطيران وحده، وهو ما لا يفلح في ردع الحوثيين كما توضح خارطة المواجهات المتغيرة”.
وأشار المحلل إلى أنه “المستقبل في مأرب مفتوح على أكثر من احتمال، فكما أن سقوط المدينة في يد الحوثيين غير مستبعد، إلا أن إمكانية صمود المدينة حاضرة بشكل كبير، خصوصا في ظل استحالة فرض حصار كامل عليها من قبل الحوثيين، وهي ميزة جغرافية وعسكرية”.