فلاح خابط
المدرب في بلدي وتحديدا في كرة القدم هو الحلقة الاضعف في سلسلة اللعبة التي تشكل من حلقات متعددة تحمل عناوين اللاعب والادارة والجمهور بالرغم من ان المدرب هو الحلقة الاهم في البلدان الاخرى وهو الحلقة الاهم بين تلك الحلقات وخير دليل على كلامي هذا هي الحكمة الرياضية الانكليزية التي تقول (اعطني مدربا جيدا امنحك فريقا جيدا).
وهذا يعني ان المدرب هو صاحب الدور الحيوي والنابض وبدونه لن نستطيع خلق فريق جيد والفريق الجيد هو من يرسخ مكانة الادارة ويمنحها القوة كما يمد الجمهور بالسعادة الحقيقية وامام هذه المترادفات البديهية وبرغم ان العراق هو في مقدمة الدول العربية المصدرة للمدربين الا اننا لانزال نبخس مدربنا الوطني حقه والتقليل من مكانته ليس على مستوى المنتخبات الوطنية فحسب بل امتد في اهمال المدرب الجيد وعدم الاستعانة بقدرته وخبرته التدريبية الى ادارات الاندية ايضا من خلال اصرارها الغريب والعجيب على اسناد مهمة قيادة فرقها الكروية الى اشباه المدربين الذين تكاثروا كالطحالب في واقعنا الكروي وصار بعضهم نجما في الفضائيات وعلى الصفحات الرياضية مع انه لا يمتلك مواصفات المدرب الحقيقي كما يفتقر الى الخلفية الصحيحة والى الثقافة التدريبية لكن هذا النوع من الذين حسب اصحابه على جنس التدريب صدفة او بفعل عوامل اخرى منها تخلف وجهل الادارات في الاندية يجيدون الوصولية بمهارة فائقة وقادرون على تسويق انفسهم وتجديد حضورهم مع فرق الدوري فيما لايقل عن ثلاث او اربع مرات في الموسم الواحد نتيجة استعدادهم لتقبل وقبول كل شيء في مقابل تدريب هذا الفريق او ذاك مع ان حقيقة الامور تفصح عن وجود ما يشبه المافيا الكروية التي تجيد تسويق هذا الطراز من دخلاء مهنة التدريب في مقابل عمولات مالية وسمسرة كروية مفضوحة غالبا ما تشترك فيها اطراف في ادارات الاندية عبر اقتطاعها نسب مئوية من ابرام عقود هذا النوع من ممارسي التدريب وتماما كما تفعل في معظم اللاعبين الذين تتعاقد معهم ولذلك ليس بالامر المفاجىء ان تزدحم الساحة التدريبية بالطارئين عليها والذين تحجز لهم مواقع تدريب الاندية .
لا اعني في كلامي هذا جميع المدربين بل البعض منهم لان اصحاب الكفاءة كثيرون ومنهم الكابتن قحطان جثير الذي قدم لنا هذا الموسم فريقا منسجما وساهم بعودة الانيق الى قائمة الفرق التي تنافس على اللقب في هذا الموسم والكابتن عماد عودة الذي قدم خلال الادوار الماضية مع نفط البصرة اجمل عروض الفريق البصري على مر تاريخه وعاد به الى مصاف الفرق التي تنافس وتقارع الكبار والكابتن عبد الغني شهد مدرب نفط الوسط الذي عرف كيف يرتب اوراق العندليب اضافة الى احمد صلاح مدرب القيثارة وعبد الوهاب ابو الهيل الذي رتب اوراق فريق زاخو وبدأ يقارع فرق المقدمة وحسن احمد مدرب الكناري الذي قبل بمهمة التحدي و عدد من المدربين الذين يعملون بصمت بعيدا عن الضجيج والتهريج وغيرهم من كفاءاتنا .
وهناك مدربين على مستوى عال لم يجدوا اماكن تدريبية لهم في هذا النادي او ذاك بعد ان صارت المهنة حكرا لبعض الاسماء الطارئة على التدريب وما نشهده من تراجع فني مخيف في مستوى الدوري بشكل عام وهبوط اداء اللاعبين وافتقارهم الى الكثير من الامور الاساسية في التكتيك والمهارة طالما سلمت الكرة العراقية مقاديرها لمن لا يحملون ادنى درجات الجدارة في تولي اصعب واهم الحلقات الفنية في الرياضة وهي حلقة التدريب ولنا عودة ان شاءالله ..