تقرير مانشستر يونايتد بين مشروع التجديد والشهر المؤرق

عندما هدأت صيحات الاستهجان الفاترة من مشجعي مانشستر يونايتد، بعد تعادل الفريق الأخير أمام واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأ رجلان محادثة خلف الكواليس، بهدف بدء مهمة صعبة.

سيكون ريتشارد أرنولد، الرئيس التنفيذي الجديد ليونايتد، ومدير كرة القدم في النادي جون مورتو، في طليعة برنامج إعادة البناء في أحد أكبر الأندية الإنجليزية هذا الصيف.

وسواء تمكن يونايتد من الحصول على مركز مؤهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل أم لا، فإن التغيير ماضٍ على قدم وساق.

اقترب الربيع، ومعه اقترب مصير مانشستر يونايتد مع دخول شهر مارس /آذار، الذي ربما يكون أصعب شهر على النادي هذا العام.

سيواجه يونايتد جاره مانشستر سيتي في الديربي رقم 187 على ملعب الاتحاد يوم الأحد المقبل، تليها مباراتين على أرضه ضد توتنهام وأتلتيكو مدريد (في دوري أبطال أوروبا)، ثم ليفربول خارج أرضه.

لا يحتاج أي شخص في أولد ترافورد إلى التذكير بما فعله ليفربول وسيتي مع يونايتد في مباراتي الخريف الماضي، قبل أن تتم إقالة المدرب أولي جونار سولسكاير من منصبه، خاصة بعد الهزيمة الساحقة بنتيجة 1-4 أمام واتفورد.

لا يزال الفريق يحتل المركز الرابع، لكن آرسنال لديه الآن ثلاث مباريات مؤجلة، كافية لتخطي “الشياطين الحمر” على سلم ترتيب الدوري، ويجب على يونايتد أن يأمل في نتيجة الفوز ولا شيء غيرها، عندما يلتقي الفريقان في ستاد الإمارات، بمواجهة محورية محتملة يوم 23 أبريل/نيسان المقبل.

ولا يمكن استبعاد وست هام وتوتنهام وولفرهامبتون أيضًا، فليس هناك ما يضمن أن يونايتد لن يجد نفسه في قرعة الدوري الأوروبي، عندما يتولى مدرب جديد المسؤولية خلفا للألماني رالف رانجنيك.

هذا هو المكان الذي سيبدأ فيه التغيير، لا يزال النادي يقيم خياراته التي يعد كل من ماوريسيو بوكيتينو وإريك تين هاج من أبرزها.

يريد أرنولد الذي يتولى مهمته الجديد خلفا لإد وودوارد، تعيين الرجل الجديد في أقرب وقت ممكن بعد نهاية الموسم، حتى يتمكن من لعب دوره في تحديد التعاقدات جديدة إضافة إلى هوية اللاعبين الذين سيرحلون في الصيف.
من المنتظر أن يغادر بول بوجبا وإدينسون كافاني وجيسي لينجارد وخوان ماتا مجانًا، وهناك علامات استفهام معلقة على أنتوني مارسيال ودوني فان دي بيك – وكلاهما معار حاليًا، إضافة إلى احتمالية رحيل كريستيانو رونالدو ومايسون جرينوود وإريك بايلي ودين هندرسون ونيمانيا ماتيتش وفيل جونز.

إجراء إصلاح شامل للفريق أمر ليس بالسيئ وقد طال انتظاره، وستوفر عملية تجديد الدماء، أماكن جديدة في قائمة الفريق، ومساحة مطلوبة في فاتورة رواتب اللاعبين الجدد، وسيركز أرنولد على خط الهجوم، حيث أدى غياب جرينوود بعد اعتقاله للاشتباه في الاعتداء والتهديد بالقتل إلى مشكلة إضافية غير متوقعة للنادي.

ويفضل يونايتد الاحتفاظ بكل من رونالدو ومارسيال إن أمكن، وكان ظهور أنتوني إيلانجا تحت قيادة رانجنيك بمثابة مكافأة كبيرة، وإذا تمكن المدرب الألماني من إنعاش مسيرة ماركوس راشفورد كا فعل مع جادون سانشو، فإن يونايتد يملك مقومات هجوم نابض بالحياة.

لم يكن هناك نقص في الإبداع في مباراة السبت أمام واتفورد، لكن فشل يونايتد أمام المرمى كان واضحًا للعيان، وأظهر رونالدو مرة أخرى إلى أي مدى خفت بريقه، حيث أحرز هدفًا واحدًا فقط في 10 مباريات وهذا بالنسبة له أمر غير طبيعي، كما أهدر برونو فرنانديز وإيلانجا الفرص في مباراة سيطر عليها يونايتد.

التغيير في يونايتد مطلوب، لكن يبقى السؤال ما إذا كان الشكل الجديد للفريق، سيظهر في دوري الأبطال، أم سيكتفي بالمشاركة في “يوروبا ليج” أو حتى دوري المؤتمر الأوروبي، ومن أجل تجنب ذلك، عليه تجاوز محطات مارس/آذار المرعبة، في وقت تحيط به المشاكل من حدب وصوب.

مقالات ذات صلة