تسبب فيلم “صالون هدى” في إحداث موجة غضب، حيث أدانت المؤسسات والمرجعيات الدينية الفلسطينية إنتاج وإخراج فيلم صالون هدىللمخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد.
وطالبت المرجعيات الدينية، في بيان أصدرته اليوم الأحد بحضور قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش والمفتي العام للقدس والديارالفلسطينية محمد حسين ووزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري، بـ “سحب هذا الفيلم المسيء وإتلافهَ ومنع تداوله أو عرضه بأيصورة من الصور لما فيه من إساءات لصورة شعبنا وديننا وتراثنا الوطني”.
ودعت المرجعيات الفلسطينية النائب العام الفلسطيني والجهات الرسمية ذات العلاقة إلى ملاحقة ومحاسبة جميع المشاركين فيما وصفتهبالجريمة الأخلاقية وفق الأصول والقانون حماية للمجتمع الفلسطيني وصيانة للأخلاق والسلم الاجتماعي، كما تعرض فيلم “صالون هدى”لهجوم كبير من قبل الشارع الفلسطيني لاحتوائه على مشاهد خادشة للحياء.
وتم عرض فيلم صالون هدى للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة تحت شعار “نساء من أجلالقيادة”والذي أطلقته جمعية بيروت السينمائية، وشارك في أداء أدوار الفيلم علي سليمان ومنال عوض وميساء عبد الهادي وشارك فيالإنتاج أميرة دياب ومحمد حفظي.
وتدور أحداث الفيلم حول عمليات الإسقاط التي يتبعها الموساد الإسرائيلي ضد الفتيات الفلسطينيات، كما يتناول الفيلم فكرة الانتماءوالخيانة.
ويعرض الفيلم مشاهد حميمية مما ولد حالة غضب لدى الشارع الفلسطيني والنقاد والإعلاميين الذين هاجموه وطالبوا بسحبه حيث اعتبرواأن أحداث الفيلم ومشاهده بعيدة عن الأخلاق الفلسطينية نظرا لما يعرضه المشاركون من مشاهد اعتبروها خادشة للحياء.
من جانبها، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية بيانا قالت فيه إن “فريق الفيلم قدم نسخة وقتها تخلو من المشاهد المخلة بالأخلاق للجنة التيشكلها الوزير لاختيار الفيلم الذي سيمثل فلسطين، إلا أن اللجنة أشارت إلى ضعف في بنية الفيلم وعدم مقدرته على تقديم صورة صادقة أوقابلة للتصديق في شخصياته الرئيسية وفي تقديم صورة المقاومة والعملاء والعلاقة مع الاحتلال، حيث اتسمت معالجة هذه القضايابالسطحية والضعف وأعطت نتائج سلبية معاكسة للهدف من تسليط الضوء على قضية إسقاط النساء”.
وأشارت إلى الصورة السلبية التي قدمها الفيلم عن المرأة الفلسطينية، كما قالت اللجنة فإن الفيلم “في لحظة ما يفقد علاقته مع الواقع”.
وأضافت الوزارة: أنه “من المؤكد أن المشاهد التي احتواها الفيلم تمس صورة شعبنا وتنافي قيمه وأخلاقه وتمس صورة السينما الفلسطينيةالتي كان لها سبق الريادة في إطلاق السينما العربية على يد الأخوين بدر وإبراهيم لاما حيث كانت السينما الفلسطينية دائماً ملتزمةبتقديم صورة مشرقة عن فلسطين وعن أخلاق وعادات شعبها وانحازت دائماً لتلك الأخلاق كما انحازت لقضايا شعبنا وهمومه”.
وأكدت الوزارة أن أي معالجة لتلك القضايا يجب أن تكون ضمن النسق العام للتقاليد والأخلاق وتعزز الصورة الإيجابية عن المجتمع وعنتعاضده وتكاتفه في مواجهة السياسات الإسرائيلية على عكس ما ورد في الفيلم.
وتابعت الوزارة: إن “الكاميرا مثل الكلمة مثل ريشة الفنان يجب أن تنحاز بشكل لا يقبل التأويل لكفاح الشعب وتطلعاته وأن حياة شعبناالذي يريد الاحتلال اقتلاعه من أرضه وتشريده عنها وحرمانه من أبسط حقوقه فيها مليئة بالقصص والمواضيع التي تجرم الاحتلال وتفضحوجهه القبيح، وتعكس الصورة النبيلة لشعبنا والمشرفة لتعاطيه مع الواقع المرير الذي يفرضه عليه الاحتلال ومهمة الفنان أن يلتزم بقضاياشعبه ويقدم تضحياته بشكل لائق، وبالتالي يساهم في معركته من أجل نيل حقوقه”.