منذ حوالي ستين عامًا خلال أزمة الصواريخ الكوبية كتب فرد كان على الأرجح جندى كوبى رسالة في المخابئ والخنادق على الساحل الكوبي يعلن فيها أن الاستسلام لم يكن مطروحًا للأمريكان.
وقد اكتشف علماء الآثار الكتابة على الجدران أثناء توثيقهم لبقايا هذه المخابئ والخنادق التي أعدتها كوبا في حالة غزو الولايات المتحدة للجزيرة خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وهي المواجهة التي استمرت 13 يومًا ودفعت العالم إلى شفا حرب نووية.
وتشير رسالة المجند، المكتوبة باللغة الإسبانية، إلى أنهم -أى الكوبيون- مصممون على القتال في حالة اندلاع الحرب.
وقد اندلعت الأزمة في أكتوبر 1962 خلال الحرب الباردة، عندما وضع الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية على كوبا التي يسيطر عليها الشيوعيون – على بعد حوالي 124 ميلاً (200 كيلومتر) من الساحل الأمريكي فردت الولايات المتحدة بحصار الجزيرة الكاريبية والتهديد بغزوها إذا لم تتم إزالة الأسلحة النووية – مما جعل القوتين النوويتين العظميين يقتربان من الحرب العالمية الثالثة، تم التوصل في النهاية إلى اتفاق سحب بموجبه الاتحاد السوفيتي صواريخه النووية من كوبا مقابل قيام الولايات المتحدة بإزالة الصواريخ النووية من تركيا.
في حين أن الولايات المتحدة لم تشن غزوًا واسع النطاق لكوبا، إلا أن نظام المخابئ والخنادق التي تم بناؤها للدفاع عن الجزيرة لا يزال قائماً حيث ترك بعض الأشخاص المتمركزين في هذه التحصينات رسائل تحدٍ على الجدران وبعض النقوش المتعلقة بأزمة الصواريخ مثيرة جدًا للاهتمام، بما في ذلك تلك التي تقول لا أحد يستسلم هنا وفقا لما ذكره هيرنانديز دى لارا الباحث في علم الآثار بجامعة سيراكيوز في نيويورك لـ Live Science في رسالة بريد إلكتروني.
ويوثق علماء الآثار دفاعات الحرب الباردة هذه باستخدام القياس التصويري ثلاثي الأبعاد وهي تقنية يتم فيها التقاط العديد من الصور الرقمية لجسم ما ثم معالجتها بواسطة برنامج لإنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد.
وقد شكل نظام المخابئ والخنادق نظامًا مترابطًا من التحصينات المصممة لمنع القوات الأمريكية من الهبوط في كوبا حيث قال دي لارا: “هذه المخابئ عبارة عن هياكل خرسانية ذات فتحة رئيسية ومرتفعة تواجه البحر، ومدخل خلفي رئيسي مع مخرجين بديلين على الجانبين، يتم حفر الخنادق في الصخر ، وربط المخابئ مع مناطق التخزين.”