غادر الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسا من البلاد إلى جزر المالديف يوم الأربعاء، قبل ساعات من موعد تنحيه وسط احتجاجات واسعة النطاق على طريقة تعامله مع أزمة اقتصادية مدمرة.
وقالت القوات الجوية في بيان إن راجاباكسا وزوجته واثنين من حراسه الشخصيين غادروا على متن طائرة تابعة للقوات الجوية السريلانكية.
وقال مصدر حكومي وشخص مقرب من راجاباكسا إنه في ماليه، عاصمة جزر المالديف. وقال المصدر الحكومي إن من المرجح أن ينتقل الرئيس إلى دولة آسيوية أخرى من هناك.
وينهي فرار الرئيس حكم عائلة راجاباكسا القوية التي هيمنت على السياسة في الدولة الواقعة في جنوب آسيا على مدى العقدين الماضيين.
وتصاعدت الاحتجاجات بسبب الأزمة الاقتصادية منذ شهور وبلغت ذروتها في نهاية الأسبوع الماضي عندما سيطر مئات الآلاف من المحتجين على المباني الحكومية الرئيسية في كولومبو.
ويلقي البعض باللوم على عائلة راجاباكسا وحلفائهم في التضخم الجامح والفساد والنقص الحاد في الوقود والأدوية.
وكان من المقرر أن يتنحى راجاباكسا عن منصبه يوم الأربعاء لإفساح المجال لتشكيل حكومة وحدة بعد أن اقتحم المتظاهرون مقره ومكان إقامة رئيس الوزراء.
ولم يظهر الرئيس علنا منذ يوم الجمعة.
وقالت مصادر مقربة من ماهيندا يابا أبيواردينا، رئيس البرلمان، إنه لم يتلق بعد أي اتصال من راجاباكسا. وقال المصدر المقرب من راجاباكسا إنه سيرسل خطاب استقالته في وقت لاحق يوم الأربعاء.
ومن شأن ذلك أن يجعل رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنجه قائما بأعمال الرئيس، رغم أنه عرض أيضا الاستقالة. وإذا فعل ذلك، فسيكون رئيس البرلمان هو القائم بأعمال الرئيس حتى يتم انتخاب رئيس جديد، وفقا للدستور.
وحذر بيان لزعماء الاحتجاجات من “معركة حاسمة” في حالة عدم استقالة ويكريميسنجه بحلول عصر الأربعاء.
وقال أبيواردينا في وقت سابق إن البرلمان سيعود للانعقاد يوم الجمعة وسيصوت لانتخاب رئيس جديد بعد خمسة أيام.
وقالت مصادر حكومية ومساعدون إن شقيقي الرئيس، رئيس الوزراء السابق ماهيندا راجاباكسا ووزير المالية السابق باسيل راجاباكسا، ما زالا في سريلانكا.
وتضرر اقتصاد الدولة المعتمد على السياحة جراء جائحة كوفيد-19 أولا، ثم عانى من انخفاض التحويلات من السريلانكيين العاملين في الخارج. كما أدى حظر الأسمدة الكيماوية إلى إلحاق ضرر بالإنتاج الزراعي، على الرغم من إلغاء الحظر لاحقا.