هبطت طائرة الرئيس الامريكي جو بايدن في المنطقة،وبالتحديد في فلسطين المحتلة،في مطار بن غوريون، المطار ” الاسرائيلي” الذي يحمل إسم او رئيس لدولة ألاحتلال وفي ذلك دلالات كبيرة،عناوينها الالتزام بأمن وقوة دولة ألاحتلال وبقائها وتحذرها، ومن ثمة،سينفذ الرئيس الامريكي “الضيف” برنامج الزيارة المستمر في دولة الاحتلال لمدة 40 ساعة تقريبا 97,5% منها بحضرة الولاية الثانية والخمسين للولايات ألمتحدة ونسبة الاثنين والنصف بالمئة في لقاء القيادة الفلسطينية في ساعة حرجة ستضيع صلاة الجمعة “المقدسة”.
فهذا الرئيس الامريكي الذي قدم الى الشرق الاوسط امامه وفي رأسه وفي جدول اعماله عدة أمور آخر همه هي القضية الفلسطينية، لانه العارف القديم والجديد بها وبأوزارها،يعلم علم اليقين انه لا يملك الحل السحري لها، وان الظروف الدولية والعالمية والصراعات التي برزت مؤخرا دفعت بحل القضية الفلسطينية الى الخلف دفعا بقوة وعزم الدعم الامريكي اللامحدود “لاسرائيل”، لذلك فهو قادم لايجاد ترتيب جديدة للمنطقة قائم عل صنع تحالف معاد لايران مكون من “اسرائيل” وباقي الدول العربية ومنها وعلى رأسها الخليجية للوقوف في وجه الاطماع الايرانية كما يسوق له في الضخ الاعلامي الهائل منذ سنوات بل منذ عقود، تحالف يتوهم ساكن البيت الابيض أنه سيكون سدا امام احدى الد اعداءه الذي يعاني منها منذ اربعة عقود وأكثر ألا وهي جمهورية ايران الاسلامية.
وكان الامر الثاني من برنامج الزيارة هو توسيع دائرة التطبيع العربي مع “اسرائيل”، وتحقيق الشهوة الاسرائيلية الطويلة في اعلان بدأ التطبيع مع السعودية والتي ستكون مرحلة مهمة “لاسرائيل” حيث سيتلو ذلك التطبيع التي بانت بعض مؤشراته،هرولة كثير من الدول العربية والإسلامية للارتماء في الحضن “الاسرائيلي” كورقة رضا تقدم للسيد الامريكي. والامر الثالث هو اقتصادي، وهو العمل على كبح جماح الارتفاع في اسعار الطاقة العالمية من بترول وغاز الذي تلى الازمة الروسية الاكرانية، وذلك من خلال دفع السعودية ودول خليجية اخرى لزيادة الانتاج حتى يتحقق خفض الاسعار.
والامر الرابع، وهو توظيف هذه الزيارة في معركته الاقتصادية والحرب الباردة بينه وبين الصين، خاصة ان دولا عربية وعلى رأسها السعودية مالت خلال الاعوام الفائتة خاصة بعد فتور علاقتها بالولايات المتحدة لربط علاقات اقتصادية وتعاون كبير مع الصين اثر قضية الصحفي عدنان خاشقجي، وكذلك العراق والكويت ولبنان وقطر،فبايدين يريد من كل هذا المجموع العربي أن يعود للسلة الامريكية من الناحية الاقتصادية كنوع من ضرب التمدد الصيني العملاق المقلق له ولإدارته.
والامر الخامس احياء وحشد الاصطفاف العربي لصالح الولايات المتحدة والغرب فيما يخص المعركة الدائرة حاليا بين روسيا واكرانيا.والامر السادس قطع الطريق على التكتلات الاقتصادية والسياسية التي بدأت تظهر على الكوكب ومنها مؤتمر شنغهاي وطريق الحرير حتى لا تندفع تلك الدول العربية المحسوبة على الفلك الامريكي وتغوص فيها وتشكل مع دول مثل الصين والهند وروسيا وايران تحالفات تصنع توازن مع علاقتها مع الولايات المتحدة والمجتمع الغربي.
هذه الامور،وغيرها من مواضيع محاولة اعادة الحضور الامريكي في ألمنطقة هي محور اهتمام زيارة الرئيس الامريكي جو بايدين، اما القضية الفلسطينية التي افرد لها اقل من ساعة او حتى نصف ساعة من برنامجه فستكون هامش الهوامش في الزيارة،بل سيكون ذكرها وحتى لو كان فيها تأكيد على ذروة الاماني فيها وهو التأكيد على حل الدولتين هو نوع من المجاملة، وجبر الخواطر دون فعل او أثر الا ما خلا بعض فتات ما يسمى بتعزيز الثقة،فآخر همه المسألة الفلسطينية قطعا.