أنهت الكرة الأرضية دورة كاملة حول نفسها (يوم كامل) والتي ينبغي أن تستغرق 24 ساعة، في فترة أقل بنحو 1.59 مللي ثانية في 29 يونيو/ حزيران هذا العام، وكادت تحطم هذا الرقم مرة أخرى يوم الاثنين، عندما أكملت دورتها في وقت أقل بنحو 1.50 مللي ثانية.
يرجع ذلك إلى تزايد السرعة التي تدور بها الأرض حول نفسها في الفترة الأخيرة، حيث سجلت الأرض لأول أقصر يوم على الإطلاق جرىقياسه منذ ستينيات القرن الماضي، في عام 2020، عندما دارت حول نفسها في أقل من 24 ساعة بنحو 1.47 مللي ثانية.
استمرت الأرض في التسارع خلال عام 2021، لكن دون أرقام قياسية، قبل تسجيل أرقام هذا العام القياسية المشار إليها في البداية. ومعذلك فإن دورة الأرض تبدو في تباطؤ على المدى الطويل، إذ تستغرق بضع أجزاء من الألف من الثانية أكثر للاكتمال كل قرن، بحسب تقريرلـ”مونت كارلو”.
السبب وراء هذه الظاهرة ليس واضحا للعلماء، لكنهم يعتقدون أنها ربما ترجع إلى تغيرات في الطبقات الداخلية أو الخارجية للكوكب أو فيالمحيطات أو ربما لعوامل المد والجزر أو التغيرات المناخية.
لكن ماذا يعني ذلك؟ إذا واصلت الأرض تسارعها، ربما ينتج عن ذلك إقرار ما يعرف بـ”الثانية الكبيسة السلبية”، بهدف الإبقاء على المعدلالذي تدور فيه الأرض حول الشمس متسقا مع قياس الساعات الذرية.
لكن هذه “الثانية الكبيسة” وهي تعديل قد يكون سالبا أو موجبا قدره ثانية واحدة للمقياس الزمني للتوقيت العالمي الذي يعتمد على حركةدوران الأرض، ربما تسبب مشاكل لأنظمة تكنولوجيا المعلومات، وحذرت بالفعل شركات التكنولوجيا الكبرى من أن هذه الخطوة “محفوفةبالمخاطر وتضر اكثر مما تنفع”.
ما سيحدث هو أن اليوم سيقل ثانية واحدة قبل إعادة تصفير التوقيت إلى 00:00:00. وهذا قد يؤدي إلى تعطيل البرامج أو إتلاف البياناتبسبب الطوابع الزمنية المتعلقة بتخزين البيانات.
يذكر أن التوقيت العالمي المتناسق وهو معيار الوقت الأساسي الذي ينظم العالم من خلاله الساعات والوقت، قد تم تحديثه بثانية كبيسة 27 مرة لغاية الآن، كان آخرها عام 2016.
بسبب عدم ثبات سرعة دوران الأرض، ابتكر العلماء في عام 1950 الساعة الذرية وذلك من أجل التتبع الدقيق للوقت، ولكن بسبب عدمانتظام دوران الكرة الأرضية سواء من حيث تسارع هذا الدوران أو تباطؤه، وفي ظل ثبات توقيت الساعة الذرية، اتضح أن هناك فارق بينالساعة الذرية والتوقيت الفلكي الذي يحسب وفقاً لدوران الأرض.
ومن أجل معالجة هذا الفارق بين توقيت الساعة الذرية والتوقيت الفلكي، قام العلماء بابتكار التوقيت العالمي المنسق “UTC“ للمساعدة فيتقليص الفارق بين وقت الأرض والساعة الذرية، ومع ذلك يلجأ العلماء إلى استخدام “الثانية الكبيسة”على التوقيت العالمي، وذلك من أجلالحفاظ على توقيت دوران الأرض والساعة الذرية متزامنين مع بعضهما البعض.