ضرب الجفاف قلب أوروبا، متسببا في انخفاض مستويات أنهار كبرى مثل نهر الراين الشهير إلى مستويات قياسية، لكن الجريان توقفبشكل شبه تام في نهر لوار الذي يمر في الأراضي الفرنسية حصرا، في أحدث مشهد يذكّر بخطورة أزمة التغير المناخي.
وينبع نهر لوار من جبال إقليم الأرديش جنوب شرقي فرنسا ويمتد مساره حتى يصب في المحيط الأطلسي.
ويقول موقع “thelocal“، الذي يروي أخبار فرنسا باللغة الإنجليزية، إن الجفاف يشتد في فرنسا، وهو ما أدى إلى انتفاء المياه من النهرتقريبا.
وأضاف الموقع أن فرنسا تواصل تسجيل أرقام قياسية على صعيد الجفاف، وأفضى هذا الأمر إلى تضاءل كميات المياه الجارية في“أنهارها العظيمة”، مثل لوار ودوردون، واختفت المياه كليا في بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات.
وأشار إلى أن فرنسا، التي كان يضرب المثل بها في وفرة المياه، صار أغلب مواطنيها يخضعون لنوع من القيود على استخدام المياه.
وفي بعض المناطق تم تقنين مياه الصنابير وقطعها تماما مع نفاد الإمدادات.
وأدت ظاهرة التغير المناخي إلى تفاقم الجفاف في أوروبا، وتأجج الأمر بسبب الصيف غير الطبيعي هذا العام، حيث قللت الحرارة الشديدةمن إمدادات المياه الجوفية، كما تضررت الأنهار كثيرا.
واختزلت صورة تداولها رواد مواقع التواصل لنهر لوار، التأثير الهائل الذي تركه تغير المناخ، حيث أظهرت جسرا يمر فوق النهر، لكن لا مياهتتدفق تحت الجسر، إنما أرض جرداء تتخللها بقع مائية متناثرة هنا وهناك.
وأظهر فيديو آخر التقط من ضفة النهر، خلو المجرى من المياه بشكل شبه كامل.
وكانت تقارير ألمانية تحدثت في وقت سابق عن أن انخفاض منسوب نهر الراين الذي يمر ببلدان أوروبية عدة منها ألمانيا، وصل في بعضالمناطق إلى 38 سنتيمترا، وهو ما قد يعيق حركة النقل النهري.
وأرجعت هذه التقارير هذه الظاهرة إلى درجات الحرارة القياسية في هذا الصيف وتراجع معدل سقوط الأمطار، وهما مرتبطان بالتغيرالمناخي.