كشفت وسائل إعلام عراقية كردية، اليوم الثلاثاء، عن العثور على امرأة من الطائفة الأيزيدية التي تعرضت لسلسلة من الجرائم والانتهاكاتعلى يد مسلحي تنظيم “داعش”، عام 2014، خلال سيطرته على مساحات واسعة من مناطق شمال وغربي البلاد، تضمنت خطف الآلافمن النساء وإعدام المئات من الرجال.
ووفقا لمصادر أمنية، فقد تم العثور على المرأة الأيزيدية في مخيم الهول السوري بعد اختطافها من مسلحي تنظيم “داعش”، خلال العمليةالأمنية التي نفذتها وحدات (قسد) بالأيام الماضية، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل
ويأتي الإعلان الجديد بعد 3 أيام من الكشف عن العثور على امرأة مختطفة أيزيدية في مخيم الهول أيضا، اختطفت قبل أكثر من 8 سنواتمن قبل مسلحي داعش، وتوجد داخل المخيم الذي يضم عشرات الآلاف من العراقيين والسوريين ومن جنسيات أخرى، قسم منهم من أسر أوأقرباء مسلحي “داعش”.
وترجح منظمات عراقية معنية بشؤون الانتهاكات الحقوقية أن “هناك أكثر من 200 امرأة وطفل من الكرد الأيزيديين ما زالوا في المخيم،وتجري جهود من منظمات إنسانية في سبيل العثور عليهم وإخراجهم، ومحاولة دمجهم مرة أخرى بالمجتمع”.
في السياق، قال عضو البرلمان العراقي، قائمقام مدينة سنجار السابق محما خليل، إن “الجهود التي تبذلها حكومة إقليم كردستان كبيرةفي سبيل العثور على مزيدٍ من الأيزيديات المختطفات، وهناك جهود دولية من قبل التحالف الدولي والمنظمات الإنسانية، لكن أحياناً نجدعراقيل في التعاون مع بعض الجهات السورية”.
وأضاف خليل، أن “هناك عددا غير محدد من الأيزيديات المختطفات، ونعمل على استرجاعهن إلى العراق، ولا سيما أن الغالبية العظمى منالمختطفات ضحايا للإرهابيين من داعش، ولا علاقة لهن بأي أعمال إجرامية”، مؤكداً أن “الحكومة العراقية دورها ضعيف في هذا المجال”.
من جانبه، قال عضو منظمة “تولاي” المهتمة بالمختطفين التركمان والأيزيديين نوري تعلو الشنكالي إن “التعرف إلى النساء الأيزيدياتوالعثور عليهن بسيط، لكنه يحتاج إلى بسط الأمن في مخيم الهول السوري، لكن القوات المسيطرة على المخيم يبدو أنها تواجه صعوبات،والأصعب هو التعرف والعثور على الأطفال”.
وأكمل نوري تعلو الشنكالي، أن “النكبة الأيزيدية والإبادة التي تعرض لها هذا المكون لم تحظ باهتمام من الحكومة العراقية، وللأسف، كانالاهتمام الدولي أكبر”، مبيناً أن “هناك حاجة فعلية من جهاز الأمن القومي العراقي لمساندة فرق البحث عن الأيزيديات ودعمهم بالخبراتوالتمويل، إضافة لتقوية التنسيق مع جهاز المخابرات”.
وخلال الأشهر الماضية أعلنت السلطات في إقليم كردستان العراق لأكثر من مرة عن أيزيديات يتم العثور عليهن في بلدات ومخيمات ومناطقسورية، وبعد التحقيق مع المختطفات يتم تسليمهن إلى لجنة المخطوفين في “البيت الأيزيدي” لنقلهن وتسليمهن إلى ذويهن في مدينة سنجارالعراقية. ونفّذ تنظيم “داعش”، عقب دخوله محافظة نينوى، شمالي العراق، عام 2014، سلسلة جرائم مروعة تضمّنت عمليات قتل جماعيةوخطف للنساء والأطفال، طاولت الآلاف من مكوّنات دينية مختلفة في نينوى، وخلّفت مآسي كبيرة ما زالت آثارها حاضرة لغاية الآن، مع بقاءمصير الآلاف من النساء مجهولاً، بينما تمّ تحرير الكثير منهن عقب هزيمة تنظيم “داعش” وتحرير المدن العراقية.
وصوّت البرلمان العراقي، العام الماضي، بالأغلبية على قانون (الناجيات الأيزيديات)، والذي توسّع في مواده ليشمل الضحايا من المكونينالمسيحي والتركماني على يد تنظيم “داعش”.
وينصّ القانون على عدد من البنود والمواد القانونية الملزمة للدولة، من أبرزها تأسيس مديرية عامة لرعاية شؤون الناجيات ترتبط بالأمانةالعامة لمجلس الوزراء، تتولى مهام تعويض الناجيات مادياً ومعنوياً وتأمين حياة كريمة لهن وإعادة تأهيل البنى التحتية لمناطق الناجيات،إضافة إلى توفير كل الاحتياجات التي تتطلبها عملية إدماجهم بالحياة والمجتمع.
كما أقرّ القانون صرف مرتب شهري لا يقلّ عن ضعف الحد الأدنى للراتب التقاعدي للموظف العراقي، ومنح الناجيات منهن قطعة أرضسكنية أو وحدة سكنية مجاناً بلا مقابل، وعودة الناجية للدراسة مع استثناء شرط العمر والمعدل، وتُعطى الأولوية في التعيين بالوظائفالعامة.
وحُدّد تاريخ الثالث من أغسطس/آب من كل عام يوماً وطنياً للتعريف بالجرائم التي تعرّضت لها النساء الأيزيديات وباقي المكوّنات الأخرىفي نينوى العراقية.