تضرروا من النزوح.. نحو مليون عراقي يفتقرون إلى الوثائق التعريفية المدنية

ذكر بيان مشترك صادر عن المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية وتحالف هارتلاند وجمعية نساءبغداد ومركز العدل العراقي ومنظمة كوردستان لحقوق الإنسان أن هناك نحو مليون مواطن عراقي يفتقدون الوثائق التعريفية الأساسية.
وأوضح البيان: “يفتقر ما يقارب مليون مواطن عراقي ممن تضرروا من النزوح إلى الوثائق المدنية الهامة التي تعيق وصولهم إلى الخدماتالعامة وتزيد من خطر تعرضهم للفقر والإقصاء وذلك وفقاً لتقرير جديد أصدرته سبع مجموعات إغاثة اليوم”.
التقرير الجديد الذي يحمل عنوان (الحياة في الهوامش) صدر في اليوم العالمي للهوية وشارك في إصداره كل من المجلس الدنماركيللاجئين (DRC) والمجلس النرويجي للاجئين (NRC) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) ومركز العدالة ومنظمات أخرى، وقد وجد التقرير أنه بعدما يقارب خمس سنوات من إعلان نهاية النزاع، لا تزال إمكانية الحصول على الوثائق المدنية محدودة للغاية بالنسبة للأسر المتضررة منالنزوح في العراق. وعلى وجه الخصوص يواجه النازحون داخلياً الذين لا يمكنهم الوصول إلى المؤسسات الحكومية، والأسر التي يشتبه فيانتماءها إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والأسر التي تعيلها النساء تحديات متعددة في التقدم للحصول على الوثائق المدنية.
وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في إصدار الوثائق المدنية منذ عام 2019 حيث انخفض عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى الوثائقالمدنية، فإن أولئك الذين لا يزالون يفتقرون إلى بطاقات الهوية معرضون باستمرار لخطر الاستبعاد من الخدمات العامة الرئيسية، بما فيذلك الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم.
الوثائق التي يفتقر إليها الناس البسطاء مثل تلك التي تثبت الإقامة والزواج والولادات والوفيات، والبطاقة الوطنية الموحدة التي تعتبر ضروريةللحصول على الحصص الغذائية الشهرية. هذا وتعد الحواجز البيروقراطية والإدارية ونقص القدرات لدى مديريات الأحوال المدنية المختصةباصدار الوثائق، ومتطلبات التصريح الأمني نتيجة للاشتباه في الانتماء لتنظيم الدولة الاسلامية من بين العوامل المساهمة في ما تصفهالمنظمات بأنه شبكة معقدة من العقبات التي تمنع الأشخاص المستضعفين من الحصول على المستندات التي يحتاجونها.
يقول جيمس مون، مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق: “لقد تم إقصاء هذه الأسر إلى هامش المجتمع دون وجود وثائق مدنيةأساسية وهذا يضاعف ويعزز نقاط الضعف الأخرى”، مضيفاً انه “بدون الوثائق التعريفية لا يمكنك الوصول إلى الخدمات، ولا يمكنك التنقلبحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنك تجاوز خمس سنوات من المعاناة منذ إعلان نهاية النزاع”.
بينما يقول فريدريك بولسون، مدير مكتب المجلس الدنماركي للاجئين في العراق إن “الافتقار إلى الوثائق المدنية يزيد من صعوبة المواقفالتي تمثل تحديات فعلية للأسر، إذ لا يستطيع الناس إثبات أن منازلهم ملك لهم، ولا يمكنهم الحصول على عمل، وهم يقعون بين شقوقالمساعدة من منظمات الإغاثة والدولة، لكي يسعى كل العراق لتحقيق التعافي الشامل، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة على أعلى المستوياتلمساعدة الناس في الحصول على الوثائق التي يحتاجونها .
وتدعو مجموعات الإغاثة حكومة العراق والحكومات المانحة وقيادة الإستجابة للمساعدات إلى الالتزام بمساعدة الناس في الحصول علىالوثائق الهامة التي يحق لهم الحصول عليها، كما أن الدعم مطلوب أيضاً لضمان أن المجموعات التي تواجه تحديات معينة في الوصولوالتنقل إلى الدوائر الحكومية، أو أولئك الذين يتعرضون لخطر متزايد من المضايقات، قادرة على القيام بذلك بحرية.
وصرحت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية، سمر عبود بأن “الافتقار الى الوثائق المدنية لا يزال يقف في طريق النساء والأسر التي تعيلهاسيدات لتحقيق حقوقها الأساسية، مثل حرية التنقل والتوظيف والتعليم لهم ولأطفالهم. كما لا يمكنهم استئناف حياتهم عندما يتم تكديسالنظام ضدهم، هناك خطوات واضحة يمكن للمسؤولين اتخاذها، مثل إلغاء الربط بين الحصول على الوثائق المدنية وبين الاجراءات الأمنية،وهذا من شأنه أن تكون له نتائج فورية وإيجابية لآلاف الأسر المستضعفة”.

ترى مجموعات المساعدة السبعة ضرورة الحاجة إلى السماح للنازحين بالتقدم بطلب الحصول على وثائق مدنية في منطقة النزوح الخاصةبهم وفصل متطلبات التصريح الأمني عن عمليات التوثيق المدني،  في خضم إنهاء الاستجابة الإنسانية يجب معالجة الحواجز العالقة علىمستوى السياسات التي تحول دون الوصول إلى الوثائق المدنية بشكل عاجل.
ويقول عدنان كوراني رئيس منظمة مركز العدالة: “في العراق، تلعب الوثائق القانونية دورًا مهمًا في تكيف الناس؛ بالنسبة للكثيرين، لا غنىعن الوثائق في الحياة اليومية. كما يقول: “نأمل في هذه الفترة الانتقالية أن تكثف جميع الجهات الفاعلة برامجها ذات الصلة للأشخاصالأكثر تضررًا، وأن يتم اعتبارها أولوية في المناقشات على جميع المستويات”.
ولا يزال مليون نازح وعائد يفتقرون إلى الوثائق المدنية في عام 2022. ويفتقد نصف هؤلاء الأشخاص وثيقتين أساسيتين، بينما يفتقد ربعهؤلاء ثلاثة وثائق على الأقل وفقًا لتقييم الاحتياجات التي اجرتها المجموعات المتعددة.
كما لايزال الوصول إلى مديريات الأحوال المدنية والمحاكم يمثل تحدياً رئيسياً حيث أظهر تقييم في شهر آيار من عام 2022 تحديات كبيرةفيما يتعلق بفاعلية هذه المؤسسات، بينما من بين المناطق التي تم تقييمها خارج نينوى، تم الإبلاغ عن أن أقل من نصف مكاتب الأحوالالمدنية  أو دوائر البطاقة التموينية مفتوحة بالكامل أي حوالي (44 بالمائة)، من الناحية العملية، من الممكن أن يعني هذا أن المكاتب مفتوحةلأقل من خمس ساعات في اليوم، وتعمل بأقل من خمسون بالمائة من قدرتها الفعلية.
إن ثلث الأسر التي شملتها الدراسة في المجمعات السكنية غير الرسمية لديها أفراد فقدوا وثائق الهوية القانونية والتي تشمل البطاقةالوطنية وهوية الأحوال المدنية وشهادات الميلاد، إذ يحد نقص الوثائق المدنية في هذه المجمعات من قدرة الأسر على التنقل بحرية والعودة إلىمناطقهم الأصلية وتلقي المساعدة الإنسانية الضرورية بدءاً من البطاقة التموينية الغذائية إلى الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية.
في المجمعات السكنية غير الرسمية في بزيبز و7 كيلو في الأنبار وفي المجمعات السكنية غير الرسمية حول الموصل،  ذكر أكثر من ثلاثةأرباع الأطفال غير المسجلين في المدارس والذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في عام 2022 أنهم لايذهبون إلى المدرسة لأنهم لا يملكون وثائقهم المدنية للتسجيل.

مقالات ذات صلة