اكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الاثنين، ان الحكومة الحالية تحملت الكثير من التلفيقِ والتزوير وكيلِ الاتهاماتِ الباطلة.
وقال الكاظمي في الاحتفالية الخاصة بمناسبة مرور 60 عاماً من النضال لأجل الحرية والديمقراطية، وذكرى مرور 5 سنوات على رحيل الرئيس جلال طالباني، نجدد الدعوة لحوار وطني جامعِ لكل العراقيين لنطرحَ معاً هواجسنا ونناقشَ خلافاتِنا.
وأدناه نص الكلمة:
في مثلِ هذا اليوم، ارتحلَ إلى الرفيقِ الأعلى الرئيسُ العزيزُ جلال الطالباني. جئنا إلى هنا اليوم، لنستذكرَ هذه الشخصيةَ الوطنيةَ الكبيرة، والروحَ المناضلةَ الفذّة، والقامةَ الشامخة.
نستذكرُه اليوم، ونحنُ في أشدِّ الحاجةِ إلى صبرهِ وحكمته، وقدرتِهِ على احتواءِ الأزمات، وتقريبِ وجهاتِ النظرِ المتباينة، واستعادةِ الثقةِ المفقودةِ بين إخوةِ الوطنِ الواحد الذي قدم الكثير من التضحيات والدماء الغاليات في مختلف مراحل النضال في سبيلِ الديمقراطية، ومن أجل الوطن وحريته.
وليس مام جلال ببعيد عن هذه التضحيات إذ نستذكرُه اليوم، ونحنُ نعيشُ زمناً تلاشت فيه القيمُ والأخلاقُ في عالمِ السياسة، وغُلّبت لغةُ الاتهامِ والتخوين، على لغةِ التهدئةِ والحوارِ وصولاً إلى الحل.
أما أنا شخصياً، فاستذكرُ “مام جلال”، في كلِ مراحلِ حياتي من المعارضةِ الوطنيّة ضدّ النظامِ الديكتاتوري، إلى الصحافةِ والنشاطِ الحقوقي وصولاً إلى تولي المسؤولية، وكان رحمه اللهُ مهموماً على طولِ الخطِ بالإنسانِ وكرامتِهِ وحقوقِهِ وجوهرِ العدالة.
اليوم وسط كلِ هذا الانسدادِ السياسي، يكون لغيابِ شخصيةٍ بوزنِ مام جلال أثرٌ ومعنى، كان الراحلُ سيدفعُ بقوّة، بجميعِ القادةِ السياسيين إلى طاولةِ الحوار، لأجلِ نقاشٍ هادئٍ عاقل، يُعيد من خلاله ثقةً فُقدت مع تغلّبِ المصالحِ الضيقةِ، والمكتسباتِ الآنية، على المصلحةِ الوطنية العامة.
شجاعةُ الحوار ومبدأُ حسنِ النيةِ والدبلوماسيةُ الهادئةُ والابتعادُ عن التصلبِ في المواقف كانت أدواتِ “مام جلال” وخريطةِ الطريقِ التي وضعها -رحمه الله- لحلِ الأزمات.
نستلُهم من عزمِ الراحلِ الكبير وإرادتهِ والقيمِ التي تركها بيننا دوافعَ الوصولِ إلى الحلولِ التي تنسجمُ مع قيمنا الوطنية، ومع قناعاتِنا بضرورةِ بناءِ دولةِ المؤسسات، والتي تقدّمُ مصلحةَ المواطنِ على أي مصلحةٍ فرديةٍ أو فئوية.
نؤكّدُ من هذا المنطلقِ على ضرورةِ العودةِ إلى طاولةِ الحوار الوطني الجامعِ لكل العراقيين لنطرحَ معاً هواجسنا ونناقشَ خلافاتِنا، ونضعَ الحلولَ بناءً على المشتركات.
العراقُ وشعبُ العراق ومصالحُ العراقيين هي الغاياتُ التي يجبُ أن تكونَ أمامَنا جميعاً، والهدفُ الذي يجبُ أن يتقدمَ الجميعُ إلى طاولةِ الحوارِ الوطني.
إن الاتفاقَ الوطني على أساس المشتركاتِ العراقيةِ العميقة، والقيمِ الوطنيةِ المترسخة في بلادِنا ليس صعب او مستحيل.