ما لا تعرفه عن “مجسّم” كأس العالم

مع الاقتراب من اطلاق  صافرة انطلاق نهائيات كأس العالم قطر 2022، والتي ستنطلق بداية من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وتستمر إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول، أي بعد 46 يومًا من اليوم.

مرت الكأس التي يتسلمها بطل العالم لكرة القدم بعدة تحولات وتحديات حالها كحال البطولة نفسها التي دشنت نسختها الأولى قبل 92 عاماً وتحديداً في الأوروغواي عام 1930.

في البداية أطلق على الكأس لقب كأس النصر قبل أن يتغير الاسم إلى كأس جول ريميه عام 1946 تيمناً باسم أول رئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA والذي كان يحمل الجنسية الفرنسية.

كان جول ريميه أحد الشخصيات المؤثرة على الصعيد العالمي بفضل جهوده الكبيرة التي بذلها لإطلاق بطولة كأس العام، وظل يتمتع باحترام كبير في كافة الأوساط الرياضية والسياسية في شتى أنحاء العالم حتى رحيله في أكتوبر عام 1956.

صممت كأس جول ريميه على يد النحات الفرنسي، أبيل لافلور، واستخدم الذهب والفضة الخالصة بارتفاع 35 سم ووزن 3.8 كغم، منصوبة على قاعدة من الرخام الأبيض، وسرعان ما استُبدِلت بعد ذلك بقاعدة من اللازورد الأزرق.

ولحماية هذه الكأس، قام أوترينو براسي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الإيطالي بنقل الكأس سراً من بنك في روما، وأخفاه في علبة أحذية تحت سريره لمنع القوات المتحاربة في الحرب العالمية من الاستيلاء عليه.

 ورغم أهمية الكأس إلا أنها تعرضت للسرقة مرتين، الأولى في لندن قبل انطلاق مونديال 1966، لكن الكلب الشهير في تاريخ كرة القدم “بيكيلز” وجدها ملفوفة بأوراق صحيفة بالقرب من إحدى المركبات، ليحفظ هذا الكلب ماء وجه إنجلترا التي جندت كل قواها الأمنية حينها للبحث عن السارق الذي رمى الكأس في ذلك المكان خوفاً من إلقاء القبض عليه.

أما المرة الثانية التي سُرقت فيها الكأس فكانت بمقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم الذي كان يضع الكأس في خزانة زجاجية بعد فوز منتخب البرازيل بها للأبد بعد تتويجه باللقب العالمي ثلاث مرات (1958، 1962 و1970)، ولغاية الآن لم يعرف مصير كأس جول ريميه، حيث رجحت الشرطة البرازيلية أن يكون السارق قد صهرها وقام ببيعها كسبائك.

بعد منح كأس جول ريميه إلى البرازيل، قام الاتحاد الدولي FIFA بابتكار نسخة جديدة بتصميم الفنان الإيطالي، سيلفيو غازانيغا، حيث تتكون الكأس الجديدة من 5 كغم من الذهب عيار 18، وتجسد شخصين يقومان بحمل الكرة الأرضية، وأسفلهما قاعدة من المرمر.

ظهرت الكأس للمرة الأولى في نهائيات ألمانيا الغربية 1974، والغريب أنها كانت خفيفة، لكن وُضِّح أن المجسم مجوف من الداخل، ولو كان عكس ذلك فإن وزنه كان سيتراوح ما بين 70 إلى 80 كغم.

وكان المنتخب الألماني أول المتوجين بالكأس الجديدة في مونديال 1974، بعد فوزه في المباراة النهائية بنتيجة 2-1 على هولندا، وهذه الكأس لا تُمنح لأي منتخب مهما بلغ عدد مرات فوزه بها، وكان المنتخب الفرنسي آخر المتوجين بالكأس الجديدة في مونديال روسيا 2018.

مقالات ذات صلة