يمثل هذا العام نقطة تحول فى توجهات جائزة نوبل بتكريمها لكتابة المذكرات أو السيرة الذاتية المختلطة بالمشاعر والأفكار لكن هذا الاتجاه لم يبدأ هذا العام فقط بفوز الكاتبة الفرنسية آنى إرنو بل بدأ منذ عقد من الزمان عبر الفائزات أليس مونرو عام 2013، وسفيتلانا أليكسيفيتش عام 2015.
أليس مونرو
تعد الكاتبة الكندية آليس مونرو كاتبة قصة قصيرة بالأساس وقد حازت جائزة نوبل في الأدب في 2013، واعتبرت لجنة منح الجائزة أن القصص القصيرة التي تؤلفها الكاتبة هي من بين الأفضل في العالم ، وقد سبق لها الحصول على جائزة البوكر للآداب في عام 2009، وتتميز قصص مونرو بأنها تستكشف الجوانب الإنسانية المعقدة بأسلوب نثري بسيط كما تعتمد على كشف الجوانب الخفية فى النفس البشرية، والمذكرات الذاتية التى تعطيها قالبا قصصيا، بوصف التفاصيل بدقة خصوصا ما يتعلق بالمشاعر وطرق التفكير.
سفيتلانا إليكسفيتش
فازت المؤلفة البيلاروسية سفيتلانا إليكسفيتش بجائزة نوبل عام 2015 عن كتابتها التى تنتمى إل كتابة المذكرات والسير والشهادات الحية ومن أشهر كتبها “أصوات من تشيرنوبل: التاريخ المحكى لكارثة نوويّة” أشهر كتبها، حيث ضمنت فيه شهادات لأكثر من مائة ممن شهدوا حادثة انفجار مفاعل نووى فى منطقة تشيرنوبل شمالى العاصمة “كييف” عام “1986م”، وعن وقائع ما بعد الصدمة.
وعندما حاولت سفيتلانا أليكسيفيتش نشر كتابها “الوجه غير الأنثوي للحرب” ، قال لها رقيب سوفييتي: “لسنا بحاجة إلى تاريخك الصغير، نحن بحاجة إلى التاريخ الكبير “، بعد سنوات عديدة ، انتصر سجل ألكسيفيتش.
آنى أرنو
بدأت إرنو الكتابة سراً دون علم زوجها آنذاك وكان كتاب Les armoires vides (1974) والكتابان اللذان تلياه روايات مستوحاة من حياتها الخاصة أو من السيرة الذاتية لها وكذلك رواية La femme gelée وهى عن أم متزوجة وأم لطفلين تم “تجميدها” عن طريق الحياة المنزلية وقد عرضت وجهة نظر عن المرأة في المجتمع تشغلها لعقود من الزمان ودفعت القراء إلى افتراض أنها تتحدث عن نفسها.
ومن المهم أن نفهم هنا طبيعة أعمال إرنو فعلى الرغم من أنها مكتوبة في شكل مذكرات إلا أنها تظهر بشكل كبير كمراقب خارجى أو كقناة لمشاعر مشتركة بين الكثير من الإناث حول العالم.