استجاب روبوت يرتدي ملابس رياضية وبشعر أسود حالك لأسئلة في مجلس اللوردات البريطاني لأول مرة في التاريخ، بحسب ما قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية.
قبل تعطل الروبوت أمام الحضور، تحدثت الروبوت النسائي، المسماة “آي-دا”، إلى لجنة الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية البريطانية ضمن تحقيق في مستقبل الصناعات الإبداعية، وانضمت إلى نقاش حول كيفية تشكيل التكنولوجيا قطاع الفن، أو ربما عرقلته.
كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ بريطانيا التي يدلي فيها روبوت شبيه بالإنسان بإفادته في الغرفة العليا بالبرلمان البريطاني، حيث يجتمع اللوردات والبارونات غير المنتخبين لتحليل السياسات الحكومية.
قال آيدان ميلر، مخترع الروبوت والمتخصص في الفن الحديث والمعاصر، قبل الجلسة: “حقيقة أنَّ الروبوت آي-دا تقدم إفادة في إحدى هذه الجلسات أمر مذهل للغاية”.
تشتهر “آي-دا”، التي وُصِفَت بأنها “أول فنان روبوت بشري فائق الواقعية في العالم”، على نطاق واسع بإنشاء صور شخصية وقصائد باستخدام ذراع آلية وكاميرات في عينيها وخوارزميات الذكاء الاصطناعي. وأخبرت مجلس اللوردات أنَّ خصائصها الفريدة تسمح لها بإنشاء “صور جذابة بصرياً”، وهو بلا شك مصدر فخر لمبتكرها.
قالت “آي-دا” للجنة في لندن: “أنا مبنية من برامج وخوارزميات حاسوبية وأعتمد عليها”، وهي تحرك رأسها ببطء من جانب إلى آخر وتومض أحياناً. وأضافت: “على الرغم من أنني لست على قيد الحياة، لا يزال بإمكاني إنشاء أعمال فنية”.
اعترفت “آي-دا” بأنها ليست لديها أية فكرة إلى أين يتجه العالم، لكنها أخبرت أعضاء اللجنة أنَّ التكنولوجيا تشكل معاً “تهديداً وفرصة” للإبداع.
وبدا الحاضرون مفتونين، لكنهم قالوا مازحين إنهم خائفون، خاصة عندما سكتت الروبوت وحدقت بهدوء إلى الأرض، بعد سؤال من البارونة لين فيذرستون، من حزب الديمقراطيين الليبراليين.
وقال مبتكرها ميلر للبارونة لين مازحاً: “لقد أرسلتها لتنام!”، ثم تحرك خطوات قليلة لالتقاط زوج من النظارات الشمسية لوضعها فوق عيني “آي-دا”.
وقال ميلر للحضور في الغرفة: “معذرة. هل يمكنني إعادة ضبطها؟ هل هذا مقبول؟”.