ذكر الخبير في مجال الطاقة وتحديد الانبعاثات كمال حسين لطيف، يوم الأحد، ان كلفة بناء المفاعلات النووية التي يمكن ان تزود العراق بـ10 كيكا واط تبلغ بحدود 40 مليار دولار، مؤكداً ان العراق يستطيع استعادة هذا المبلغ في غضون أربع سنوات.
وقال لطيف في تقرير نشره اليوم، ان احتياج العراق من الطاقة الكهربائية سيصل عام 2030 الى حوالي 62 كيكا واط، موزعة بواقع 24% بالغاز بمحطات الدورة المفردة،و 58% بمحطات الدورة المركبة و11% بمحطات النفط الثقيل والنفط الخام،و7% منه بالطاقة المتجددة وحسب المخطط.
واضاف ان الخسائر السنوية التي سيتكبدها العراق في ذلك العام وما بعده من استهلاك النفط والغاز لانتاج الكهرباء حصراً ففي محطات الدورة المفردة بكفائة تحويل حراري تتراوح ما بين ( 29.4-44.8) % التي ستكون سعتها الانتاجية بحدود 10 كيكاواط ستستهلك سنوياً حوالي 192.857 *1011 قدم مكعب،وبفرض بقاء سعر القدم المكعب القياسي قرابة 3 سنتات فهذا يعني اننا سننفق 5.78 مليارات دولار سنويا اي ما يعادل 20 بالمئة من الدخل الوطني الحالي وحوالي 12% من الدخل الوطني المتوقع لعام 2030، اما لمحطات الدورة المركبة وبكفائة تحويل 65% كما هو معروف فان السعة الانتاجية للاحتياج ستكون بحدود 24.36 كيكاواط التي ستستهلك سنويا 1011*328.297 قدم مكعب وبنفس فرض سعر القدم المكعب القياسي فاننا يجب ان ننفق في حينها 9.848 مليارات دولار سنوياً اي ان انفاقنا من الغاز سيناهز 15.6 مليار دولار سنويا فقط بالدورة المركبة وبنظرة فاحصة بسيطة يتضح انا نستهلك اكثر من 30 بالمئة من الدخل القومي فقط على محطات انتاج الكهرباء.
وتابع ان لمحطات النفط الثقيل والخام التي تعمل بكفائة تحويل حراري ما بين (25.5-33.3)% فان العراق عام 2030 سيحتاج الى ما قيمته 4.62 كيكاواط حسب الخطة المرسومة ان كل 1 كيكاواط ساعة من تلك المحطات تستهلك 1160 برميل وخلال السنة ولكفائة تحويل حراري قصوى فاننا سنحتاج 305.153 ملايين برميل نفط و بمعدل سعر لنقل 60 دولارا باسعار مقاربة لاسعار اليوم فاننا سننفق 18.3 مليار دولار سنوياً.
وبين لطيف ان الدول التي تنفق هذا المقدار من المبالغ لانتاج الكهرباء يجب ان تراجع حساباتها، اذ من المفترض ألّا يزيد عن 5% من دخلها الوطني،في حين ان العراق سينفق 19.8% من الدخل الوطني وهو رقم هائل بحسابات البلدان التي تنظر لخططها الاستراتيجية في مجال الطاقة وترتب انفاقها من اجل التنمية المستدامة ورفاهية الفرد.
واكد الخبير في مجال الطاقة أن بعض الحلول في هذا المجال ومنها استخدام المفاعلات النووية بالطاقة النووية والتي يمكن ان توفر 25% من احتياج الطاقة اي يغطي ما يقارب 10 كيكا واط من النسبة المطلوبة، مشيراً الى ان السعر الاجمالي لتلك المفاعلات بهذه السعة سيكون بحدود 40 مليار دولار ومع اول تشغيل خلال السنة الاولى سنوفر ما مجموعه 8.5 مليارات دولار من الانفاق السنوي على الكهرباء وذلك بدون حساب عائد الكربون، والذي يمكن ان يمنع انبعاث 355 مليون طن سنوياً،والذي يتوقع ان يصل الطن الى 100 دولار(حسب توقعات البنك الدولي لعام 2030)، وبهذا فاننا نستطيع الحصول على عوائد كربون بمبلغ يصل الى 3.55 مليارات دولار سنويا مع تحقيقنا لاتفاق باريس بأكثر من المساهمة الطوعية التي أطلقها العراق. اي اننا سنحصل على تقليص في الانفاق مع ارباح عوائد الكربون بقيمة تصل الى 12.0مليار دولار سنويا اي اننا بغضون السنوات الأربع سنستعيد كل الاموال المنفقة على المفاعلات وهذا ما لايمكن تحقيقه في اي مصدر طاقة نظيف اخر غير الطاقة النووية.