أعلنت محكمة لاهاي، اليوم الخميس، أن طائرة الرحلة الماليزية “إم إتش 17” سقطت بواسطة صاروخ من طراز “بوك” تم إطلاقه من ناحية منطقة بيرفومايسك الخاضعة في ذلك الوقت لقوات دونيتسك الشعبية المدعومة من روسيا.
وقال القاضي هندريك ستنهايس في منطوق الحكم، إن “طائرة الرحلة “إم إتش 17” سقطت بصاروخ من منظومة الدفاع الجوي “بوك”، تم إطلاقه من ناحية أراض في منطقة بيرفومايسك”.
وأضاف ستنهايس: “لدينا صور لأثر الصاروخ في السماء، وهناك صور للأقمار الصناعية، وهناك آثار على شكل (فراشة) من الصاروخ، تم العثور عليها في الحطام وعلى حطام الطائرة”، على حد زعمه.
وكانت رابطة شركات الدفاع الروسية “ألماز أنتي”، التي حققت في موقع الإطلاق المزعوم للصاروخ، قد خلصت في وقت سابق، إلى أن سيناريو إطلاق الصاروخ من نظام الدفاع الجوي “بوك” من نيجني وبيرفومايسك، والذي وصفه الخبراء الهولنديون بأنه موقع الإطلاق المزعوم “لم يتم تأكيده”.
وأجرت “ألماز أنتي” تجارب واسعة النطاق ثلاث مرات، لمحاكاة حادثة سقوط الطائرة الماليزية فوق دونباس، حيث أكدت التجارب أن الطائرة لا يمكن أن تصطدم إلا بصاروخ (9 إم )38 من قرية زاروشينسكوي، التي كان يسيطر عليها الجيش الأوكراني، الذي يملك أنظمة دفاع جوي “بوك” التي ورثتها كييف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث رفض الخبراء الهولنديون دعوة لحضور إحدى التجارب.
وبدأت جلسة المحكمة بعد ظهر يوم الخميس الماضي في مجمع محكمة شيفول الخاضع لحراسة خاصة بالقرب من أمستردام، والذي خصصته محكمة لاهاي خصيصا لجلسات الاستماع في قضية تحطم طائرة الرحلة بوينغ الماليزية (الرحلة إم إتش 17) في عام 2014 في شرق أوكرانيا.
وبدوره، قال نائب المدعي العام الروسي نيكولاي فينيتشينكو لوكالة “سبوتنيك”، إن الجانب الروسي سلم هولندا ليس فقط بيانات الرادار الروسية، ولكن أيضا الوثائق التي تشير إلى أن صاروخ “بوك” الذي أصاب “بوينغ” ينتمي إلى أوكرانيا، وتم إطلاقه من الأراضي التي تسيطر عليها كييف، لكن المحققين تجاهلوا هذه المعلومات.
وسيعلن رئيس المحكمة هندريك ستنهايس، الحكم على أربعة متهمين، وهم؛ الروسيون إيغور جيركين، وسيرغي دوبينسكي وأوليغ بولاتوف، والأوكراني ليونيد خارتشينكو.
ويوجد في قاعة المحكمة، بالإضافة إلى القضاة والمدعين العامين، فريق الدفاع عن المتهم الروسي أوليغ بولاتوف، المحاميان الهولنديان سابين تين دوشيت وبوديفين فان إيك، بالإضافة إلى أقارب الضحايا ومستشاريهم القانونيين والصحفيين من مختلف البلدان، حيث يغيب المتهمين عن المحاكمة.
ويطالب مكتب المدعي العام الهولندي بالحكم على المتهمين الأربعة بالسجن مدى الحياة ” لتدمير طائرة كجزء من مجموعة منظمة، مما أدى إلى مقتل 298 شخصا، وقتل الركاب على متن الطائرة”.
رفضت أوكرانيا تقديم بيانات من راداراتها، ولم تنقل الولايات المتحدة صور الأقمار الصناعية إلى التحقيق، حيث، كما يزعمون أن لحظة إطلاق الصاروخ مرئية.
ويعتمد الادعاء العام على شهادة شهود مجهولين بشكل حصري، وذكر الدفاع عن المتهم في القضية الروسي بولاتوف أن هذا يجعل من الصعب تقييم موثوقية شهادتهم، لكن مكتب المدعي العام الهولندي يصر على أن عدم الكشف عن هويته ضروري لأغراض أمنية.
وبدروها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الاتهامات بتورط روسيا في حادث تحطم طائرة “بوينغ” لا أساس لها من الصحة وتسبب الأسف، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن التحقيق متحيز ومن جانب واحد، وهو مليء بالمعايير المزدوجة.