وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن أوكرانيا بدأت عمليات إجلاء السكان في منطقتي خيرسون وميكولايف مع اقتراب فصل الشتاء، وذلك وسط مخاوف متزايدة حول الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب القتال وأدت إلى قطع الكهرباء والمياه عن الناس.
ووفقاً لتقرير “الغارديان”، نصحت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، سكان المنطقتين الجنوبيتين اللتين تعرضتا للقصف بشكل منتظم من قبل القوات الروسية في الأشهر الماضية، بالانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا في الأجزاء الوسطى والغربية من البلاد، مؤكدة أن الحكومة ستوفر النقل والإقامة والرعاية الطبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات الإجلاء تأتي بعد أكثر من أسبوع على استعادة أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون – التي لا تزال قريبة من خط المواجهة – والمناطق المحيطة بها. واعتبرت أن عمليات الإجلاء تسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها كييف بعد القصف الروسي العنيف لبنيتها التحتية للطاقة مع حلول فصل الشتاء.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: “وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن موسكو تعمل على حشد القوات وزيادة جهودها العسكرية على جبهة دونباس الشرقية، حيث يخوض الجانبان صراعًا مريرًا وغير حاسم منذ شهور، ليس أقلها حول بلدة باخموت الرئيسية”.
وأضافت أنه مع إرسال الكرملين تعزيزات جديدة إلى المنطقة، وكذلك القوات التي تم نشرها سابقًا في الجنوب، بدأت القوات المسلحة الروسية ومجموعة مرتزقة “فاغنر” تكثيف الجهود لكسر هذا الجمود الطويل والدامي، مع تقارير غير مؤكدة عن استخدام الذخائر الحارقة ضد المواقع الأوكرانية.
وعن جبهة خيرسون، قالت “الغارديان” إن المنطقة شهدت قتالاً عنيفاً أمس الاثنين، حيث وقعت سلسلة من الانفجارات أسفرت عن مقتل شخص”، مشيرة إلى أن “القوات الروسية تواصل تعزيز دفاعاتها على طول الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وبناء خطوط دفاعية إضافية في عمق الأراضي التي تسيطر عليها”.
في غضون ذلك، ادعت أوكرانيا أن موسكو تستعد “لتعبئة سرية” حول تجنيد المزيد من المواطنين الروس في الحرب، في حين نفى الكرملين قيام الجيش الروسي بتجنيد المزيد من الجنود في الوقت الحالي.
ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها أمس إن “إجراءات التعبئة السرية في صفوف قوات الاحتلال الروسية ما زالت جارية في شبه جزيرة القرم التي تحتلها موسكو”. وأشار المسؤولون إلى اجتماع يزعم أنه عُقد في مدينة سيمفيروبول بشبه جزيرة القرم، السبت، حول إقرار تعبئة أخرى.
وزعم المسؤولون الأوكرانيون أن “متطوعين عسكريين ومدنيين يتلقون تدريبات على إطلاق النار في ميدان في منطقة روستوف الروسية منذ 11 نوفمبر الجاري”، مشيرين إلى أن “التعبئة السرية” قد بدأت بالفعل في شبه جزيرة القرم.
في السياق ذاته، نقلت “نيوزويك” عن “معهد دراسة الحرب” قوله إن هذه الخطوة لا تزال مرجحة في ظل النكسات التي تتعرض لها موسكو في ساحات القتال. واستشهد تقرير المعهد بمناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية حول مسودة استدعاء يُزعم أن أحد سكان سانت بطرسبرغ قد تلقاها.
وأضاف تقرير المعهد، ومقره واشنطن، أن موجة تعبئة أخرى في الأشهر المقبلة “لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع ومن المرجح أن تتدهور الجودة الإجمالية للقوات الروسية التي سيتم نقلها إلى خط المواجهة في أوكرانيا”.