قال الكاتب العراقي أزهر جرجيس، إن الفكرة الأساسية التى ألهمته من أجل كتابة رواية “حجر السعادة” كانت هى ما يتعرض له الأطفال من تنمر وسخرية، الأمر الذى ينتج عنه أرواح مشوهة.
وأوضح الكاتب أزهر جرجيس خلال حوار أجرته معه الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، بعد وصول روايته “حجر السعادة” إلى القائمة الطويلة فى دروتها لعام 2023، أنه بدأ كتابة الرواية فى شتاء 2019 مستوحيا فكرتها من صورة الأطفال وهم يتعرضون لماكينة التنمر والسخرية، وما ينتج ذلك من أرواح كسيرة ومشوهة، طالما أثّرت بي ودفعتني للتفكير بهم والكتابة عنهم.
وأضاف أزهر جرجيس: كانت فكرة الرواية حاضرة في أجندتي منذ وقت طويل، لكني أجلت العمل عليها ريثما أفرغ من إعداد المصادر وإتمام عملية البحث. لذا أستطيع القول إن الكتابة الفعلية لحجر السعادة استغرقت قرابة ثلاثة أعوام، كنت قد بدأتها في محل إقامتي بالنرويج، وأنهيتها في بغداد، حيث يجري القسم الأكبر من أحداث الرواية.
وأوضح أزهر جرجيس أنه ليس لديه طقوس خاصة، من أجل الكتابة فالسير مع الرواية والقلق لمصائر أبطالها ينسيني الالتزام بما هو ثابت ويومي. ربما الجلوس في المقهى وسماع الموسيقى الشرقية هي العادة الوحيدة الثابتة التي أمارسها عند الكتابة.
أما عن مشروعه الأدبي المقبل، فأشار إلى أن هنالك رواية تلوح في الأفق، تدور أحداثها حول مهاجر عربي يعمل مع الموتى.
تدور أحداث رواية “حجر السعادة” بين مدينتَي الموصل وبغداد خلال الفترة الزمنية 1962 ـ 2018. كمال توما صبي يهرب بعد غرق أخيه الأصغر في نهر دجلة، خوفاً من بطش أبيه. يختبئ كمال في بستان الجن وفي جوف ذلك البستان الرهيب يعثر الصبي على حجر صغير، يلتقطه في لحظة تسبق هروبه في شاحنة متجهة جنوباً صوب العاصمة، حيث يشرع بالبحث عن مأوى. توصله قدماه لدى “خان الرحمة” وينشأ هناك في جو ملبد بالفقر والخوف، لكنه يكتشف ضالته في ذلك الحجر العجيب الذي يعينه على الاستمرار، فيواصل الحلم ويتعرف على مصور محترف، هو الذي سيضعه في موعد مع قدره، كإنسان وكمصور. يصبح كمال مصوراً جوالاً يحمل الكاميرا ويجوب الأسواق والأزقة مؤرخاً حياة الناس والمدينة. ومع مضي السنين ومرور البلاد في منعطفات حادة، تحتل الميليشيات الحي الذي يسكن فيه كمال، لتنقلب حياته رأساً على عقب بعدما يداهم الخوف سلامه الشخصي الذي حاول دوماً الحفاظ عليه.
أزهر جرجيس كاتب وروائي عراقي من مواليد بغداد، العراق، عام 1973. عمل صحفياً في العراق منذ العام 2003 ونشر العديد من المقالات والقصص في الصحف والدوريّات المحلية والعربية. ألّف كتاباً ساخراً عن الميليشيات الإرهابية في العراق، عام 2005، بعنوان “الإرهاب.. الجحيم الدنيوي” تعرّض بسببه إلى محاولة اغتيال اضطر على إثرها للهرب خارج البلاد. هاجر إلى سوريا ثم الدار البيضاء قبل أن يصل إلى منفاه الأخير في مملكة النرويج ويقيم فيها بشكل دائم. من مؤلفاته مجموعتان قصصيتان: “فوق بلاد السواد” (2015)، و”صانع الحلوى” (2017)، وروايته الأولى “النوم في حقل الكرز” (2019) التي ترشحت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2020 وتصدر نسختها الإنجليزية عن منشورات بانيبال قريباً. “حجر السعادة” (2022) هي روايته الثانية. يعمل في الوقت الحالي محرّراً أدبياً ومترجماً بين اللغتين العربية والنرويجية.